تعرف بجعتها وحياتها الليلية ومعمارها الذي يجمع بين “الباروك” والقوطي وبمعالمها التاريخية القديمة
على ضفاف نهر “الفلاتفا»، تنتصب براغ شامخة مثل امرأة تنفست هواء الحرية بعد سنوات عجاف من الجروح والعزلة والتضييق. فعاصمة التشيك وأكبر مدنها تجر وراءها تاريخا طويلا وحزينا من الحروب والكوارث الطبيعية، التي لم تستطع أن تنال من جمالها وعراقتها، منذ الفيضان الكبير الذي اجتاحها في 1890، واحتلالها من قبل النازيين، إلى سيطرة الشيوعيين عليها، حين كانت تابعة لتشيكوسلوفاكيا، قبل أن تتعرض ثورتها المعروفة ب”ربيع براغ”، إلى القمع، ثم تطلق ثورتها المخملية التي أسفرت عن سقوط نظامها الشيوعي، لتصبح اليوم واحدة من أهم الوجهات السياحية في العالم.
براغ مدينة مختلفة. فهي ما تزال محتفظة بحاراتها القديمة ذات الأزقة الضيقة، وكنائسها التاريخية التي تعتبر تحفا معمارية حقيقية، رغم أن أغلبية سكانها غير متدينين، إضافة إلى حدائقها الشاسعة الغناء وتراثها المعماري المتميز بألوانه وهندسته المتنوعة بين “الباروك» والقوطي والنيو كلاسيكي، دون الحديث عن أبراجها المنتشرة في كل مكان، خاصة بالبلدة القديمة، وهو ما جعل العديدين يلقبونها ب”المدينة الساحرة”، ودفع منظمة “يونيسكو» إلى تصنيفها تراثا عالميا.
ارتبط اسم براغ، التي يعود تاريخها إلى القرن السادس الميلادي، بالعديد من كبار الكتاب العالميين، على رأسهم الروائي الشهير فرانز كافكا وعالم النفس سيغموند فرويد والكاتب ريلكي، مما جعلها مزارا ووجهة مفضلة للعديد من المثقفين من مختلف بلدان العالم، لحضور معارضها الفنية وحفلات “الأوبرا” والعروض الموسيقية والمسرحية التي تقام بها.
براغ هي مدينة الجعة بامتياز، التي تعتبر بمثابة مشروب وطني. وأنواع “البيرة” التي تصنعها وتنتجها يتحاكى بها “الشاربون” عبر العالم، بفضل جودتها وقدرتها على نقلك إلى عوالم أخرى مدوّخة، في أقصى سرعة، لذلك يطلبها السياح كثيرا في الحانات والمطاعم، خاصة أن سعرها رخيص ومفعولها قوي وكؤوسها ضخمة، مثلما يطلبون شرائح لحم الخنزير اللذيذة، المتوفرة أينما حللت وارتحلت بالمدينة. من أهم المعالم السياحية ببراغ، التي يحرص السياح على زيارتها، المدينة القديمة بمطاعمها وحاناتها ومقاهيها الأسطورية وساعتها الفلكية التي تعود إلى القرن 15، وقلعة براغ حيث مقر رئاسة الجمهورية، وكنيسة سان جورج والقصر الملكي القديم والحديقة الملكية والسجن القديم وجسر شارل والمعرض الوطني والعمارة المائلة…
براغ مدينة عشاق الليل أيضا، فإذا كانت بعض باراتها تقفل أبوابها مباشرة بعد منتصف الليل، فإن بعض ملاهيها الليلية تظل مفتوحة إلى صباح اليوم التالي، ومنها التي تظل مستمرة طيلة 24 ساعة، وهي المدينة الأوربية التي تتوفر على أكبر عدد من الحانات، مقابل عدد سكانها. كما تتميز ملاهيها الليلية بالتنوع، إذ منها التي تقدم موسيقى السبعينات والثمانينات، ومنها المختصة في الجاز أو الروك أو موسيقى “التيكنو»، لتلبية رغبات السياح من مختلف الأعمار والأذواق.
رحلتان أسبوعيا على متن “العربية”
يمكن للراغبين في زيارة براغ بثمن مناسب، اللجوء إلى خدمات “العربية”، شركة الطيران منخفض التكلفة، التي توفر منذ أبريل الماضي، رحلتين كل أسبوع، من مطار محمد الخامس بالبيضاء، نحو العاصمة التشيكية، وذلك يومي الاثنين والخميس. ويعتبر خط “كازابلانكا براغ”، من بين الخطوط الجديدة التي فتحتها الشركة منذ الصيف الماضي، من أجل أن توفر لزبنائها المزيد من خيارات السفر نحو أوربا. وتأسست “العربية للطيران”، وهي شركة طيران إماراتية خاصة، في فبراير 2003، لتكون أول ناقل جوي منخفض التكلفة في منطقة الشرق الأوسط. وهي تتخذ من مطار الشارقة بالإمارات مقرا لها ومركزا لعملياتها، إضافة إلى مركز ثان بإمارة راس الخيمة، ومركز ثالث بالبيضاء ورابع بالإسكندرية المصرية.