دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– نما الاقتصاد الصيني بنسبة 4.4٪ على الأقل في عام 2022، وفقا لما أعلنه الرئيس الصيني شي جين بينغ، وهو رقم أكبر بكثير مما توقعه العديد من الاقتصاديين، لكن موجة كوفيد -19 الحالية قد تعيق النمو في الأشهر المقبلة.
وبحسب ما قاله شي في خطاب متلفز عشية رأس السنة الجديدة، السبت، فإنه من المتوقع أن يتجاوز الناتج المحلي الإجمالي السنوي للصين 120 تريليون يوان (17.4 تريليون دولار) في 2022، بما يعني تحقيق معدل نمو بأكثر من 4.4٪، وهو رقم قوي بشكل مدهش.
وتوقع الاقتصاديون بشكل عام، أن ينخفض النمو إلى معدل يتراوح بين 2.7٪ و3.3٪ لعام 2022. وحافظت الحكومة الصينية على تحقيق هدف نمو سنوي أعلى بكثير يبلغ حوالي 5.5٪.
وقال شي في خطابه: “اقتصاد الصين مرن ولديه إمكانات جيدة ومفعم بالحيوية، وأسسه طويلة الأجل لم تتغير، وطالما أننا واثقون ونسعى لتحقيق تقدم مطرد، سنكون قادرين على تحقيق أهدافنا”.
وتضرر الاقتصاد الصيني من إجراءات الإغلاق واسعة النطاق لمواجهة فيروس كورونا، والتراجع التاريخي في قطاع العقارات العام الماضي. وتعهد صانعو السياسة بالسعي إلى تحقيق تحول في عام 2023، وهم يراهنون على أن نهاية سياسة صفر كوفيد، وسلسلة من إجراءات دعم الممتلكات، ستنعش الاستهلاك المحلي وتعزز النمو.
لكن انفجار عدوى كوفيد، الناجم عن التخفيف المفاجئ للقيود الوبائية في أوائل ديسمبر/كانون الأول، يعيق التوقعات، حيث تكافح البلاد أكبر انتشار لفيروس كوفيد على الإطلاق.
وأعلنت بكين الأسبوع الماضي، أنها ستنهي متطلبات الحجر الصحي للقادمين من الخارج، بداية من 8 يناير/ كانون الثاني الحالي، في خطوة كبيرة نحو إعادة فتح حدودها.
وفاجأ الإنهاء المفاجئ للقيود الكثيرين في البلاد، وفرض ضغطا هائلا على نظام الرعاية الصحية.
وأدى الانتشار السريع للعدوى إلى إبقاء العديد من الأشخاص داخل منازلهم وأفرغ المتاجر والمطاعم، كما أُجبرت المصانع على إغلاق أو خفض الإنتاج بسبب مرض العمال.
وأظهرت البيانات الرئيسية الصادرة، السبت، أن نشاط المصانع في البلاد تقلص في ديسمبر بأسرع وتيرة، خلال ما يقرب من ثلاث سنوات، كما انخفض مؤشر مديري المشتريات التصنيعي الرسمي (PMI) إلى 47 الشهر الماضي من 48 في نوفمبر / تشرين الثاني بحسب ما أعلن المكتب الوطني للإحصاء.
ويشكل هذا أكبر انخفاض منذ فبراير/شباط 2020، كما أنه ثالث شهر على التوالي من انكماش المؤشر، الذي تشير قراءته الأقل من 50 إلى تقلص النشاط.
كما تراجع مؤشر مديري المشتريات غير التصنيعي، الذي يقيس نشاط قطاع الخدمات، إلى 41.6 الشهر الماضي من 46.7 في نوفمبر/ تشرين الثاني، ليبلغ أدنى مستوياته، منذ ما يقرب من ثلاث سنوات.
وقالت كريستالينا غورغيفا، المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، في مقابلة بثتها شبكة CBS News الأحد: “في الشهرين المقبلين، سيكون الأمر صعبا بالنسبة للصين، وسيكون التأثير على النمو الصيني سلبيا، وسيكون التأثير على المنطقة وعلى النمو العالمي سلبيا”.
كما يتوقع المحللون أن يواجه الاقتصاد الصيني، بداية صعبة في عام 2023، مع انكماش محتمل في الربع الأول، حيث أدى ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كوفيد إلى تراجع إنفاق المستهلكين وتعطيل نشاط المصانع.
ومع ذلك، توقع البعض أن ينتعش الاقتصاد بعد مارس/آذار، حيث يتعايش الناس مع كوفيد، وتتوقع العديد من البنوك الاستثمارية الآن، أن يبلغ معدل النمو في الصين، أعلى من 5% عام 2023.