(CNN)– لقد كتب منتخب المغرب لكرة القدم قصة خيالية في كأس العالم لا مثيل لها، إذ يعتبر أسود الأطلسي بالفعل أنجح فريق أفريقي في تاريخ كأس العالم بقطر 2022، حيث أصبح أول دولة أفريقية على الإطلاق تصل إلى الدور ربع النهائي في البطولة.
وللوصول إلى الدور قبل النهائي، تغلب المغرب على منتخبات أوروبية ثقيلة الوزن، وهي بلجيكا وإسبانيا والبرتغال. واليوم، يواجه أسود الأطلسي أفضل ما تقدمه أوروبا، وهو منتخب الديوك أبطال العالم النسخة الماضية من المونديال.
وبعد فوز المغرب على البرتغال، وصف مدرب أسود الأطلسي، وليد الركراكي فريقه بفيلم “روكي”، وقال: “لقد جعلنا شعبنا وقارتنا سعداء وفخورين جدا، فعندما تشاهد فيلم روكي، فأنت تريد دعم روكي بالبوا، وأعتقد أننا روكي في كأس العالم الحالية، وأعتقد أن العالم الآن يقف مع المغرب”.
وأفادت وكالة المغرب العربي للأنباء، يوم الإثنين، بعد فوز المغرب على البرتغال، أن شركة الخطوط الجوية المغربية الوطنية قالت إنها ستنظم حوالي 30 رحلة إلى الدوحة قبل المواجهة مع فرنسا.
وإضافة إلى هؤلاء المشجعين المغاربة، يأتي دعم الأفارقة والعرب من جميع أنحاء العالم، والنوايا الحسنة لعالم يبحث عن روكي بالبوا في المونديال ليوجه لكمتين أخريين بالضربة القاضية في هذه البطولة، إذ بات هناك شعور متزايد لدى المشجعين المغاربة بأن فرنسا لن تلعب في ملعب البيت بالدوحة، ولكن في ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء بسبب كثرة المشجعين المغاربة.
كما يحظى نجوم أسود الأطلسي، أيضا بدعم أمهاتهم، فبعد فوز المغرب على كل من إسبانيا والبرتغال، تم تصوير لاعبين مثل أشرف حكيمي وسفيان بوفال، وهم يقبلون أو يرقصون مع أمهاتهم. وجاء وجود أمهات اللاعبين، بعد قرار الركراكي بدعوة عائلات اللاعبين للبقاء مع الفريق في الدوحة، كما حضرت والدة الركراكي نفسه، لأول مرة في تلك البطولة.
وبات من المؤكد أن منتخب المغرب تجاوز وزنه في قطر 2022، ويرجع الفضل في ذلك جزئياً إلى الجمهوري المغربي وهو “الرجل الثاني عشر” للفريق في المدرجات. ويعيش آلاف المغاربة في الدوحة، وقام آلاف آخرون برحلة قصيرة عبر الشرق الأوسط لدعم منتخب بلادهم، مما خلق تشجيعا مرتفعا لا ينقطع في كل مباراة.
وقالت والدة الركراكي للإذاعة المغربية: “طوال مسيرته كلاعب وكمدرب، لم أسافر أبدا لمشاهدته، أعيش في فرنسا منذ أكثر من 50 عامًا وهذه هي البطولة الأولى التي غادرت باريس من أجلها”.
وإذا أراد المشجعون أن يروا دموع الفرح بدلا من الحزن بعد المباراة، فعندئذ سيتعين على منتخب المغرب أن يفعل شيئًا لم يفعله من قبل ويهزم فرنسا. وعلى الرغم من العلاقات الوثيقة بين البلدين، لم يلعب المغرب وفرنسا سوى خمس مرات، خسر المغرب في أربع مواجهات منها وتعادل مرة واحدة.
وفي المقابل، فإن منتخب فرنسا في أفضل حالاته، حيث تبددت كل الشكوك التي طالت بطل كأس العالم نسخة 2018، رغم غياب خمسة لاعبين رئيسيين على الأقل، ظهر الفرنسيون كمنافسين أقوياء للاحتفاظ بلقبهم بعد فوزهم على إنجلترا في ربع النهائي.
فنجم الفريق كيليان مبابي، كان نجم العرض مرة أخرى، وحافظ هداف البطولة على موقعه، كخليفة لأمثال ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو كأفضل لاعبي العالم. ولكن ضد إنجلترا، أظهرت فرنسا أن لديها الكثير من مصادر التهديد الأخرى للفرق المنافسة، بخلاف مبابي، مهاجم باريس سان جيرمان.
وأعاد أنطوان غريزمان اكتشاف نفسه كلاعب خط وسط وكان له دور أساسي في الفوز على إنجلترا، كما ظهر أوليفيه غيرود، كبطل آخر غير متوقع مع الديوك.
ويشكل غريزمان وغيرود نهضة لفرنسا في كأس العالم الحالية، فبعد الفشل في تسجيل هدف واحد في عام 2018 ومع عودة كريم بنزيمة الفائز بجائزة الكرة الذهبية إلى الفريق، بدا أن غيرود قد لا يلعب مع فرنسا مرة أخرى أبدًا. ومنذ ذلك الحين، سجل أربعة أهداف في كأس العالم، ويتبقى له هدفا واحدا خلف مبابي ليصبح الهداف التاريخي لمنتخب فرنسا.
وسيحتاج باقي لاعبي فرنسا أن يكونوا في أفضل حالاتهم حيث سيواجه مبابي ليس فقط أفضل ظهير أيمن في العالم، ولكن أيضًا أقرب أصدقائه، وهو أشرف حكيمي، حيث يلعب الثنائي معا مع باريس سان جيرمان، وأصبحا لا ينفصلان منذ العام الماضي، مما يجعل حكيمي المرشح المثالي لإيقاف صديقه الزئبقي. في حين قال مبابي قبل البطولة إن مواجهتهما لن تقلل أي حب بينهما.
وفي يناير / كانون الثاني، عندما كان فريق باريس سان جيرمان في الدوحة، توقع مبابي أنه سيلعب في مواجهة صديقه حكيمي، وقال في فيديو صورته قناة beIN Sports إن “فرنسا تأمل أن تفوز على تونس، وبعد ذلك سنلعب ضد المغرب وعلي أن أدمر صديقي (حكيمي)، هذا سوف يحطم قلبي قليلا لكنها كرة القدم، لا بد لي من قتله”. ورد الحكيمي بقوله: “علي أن أركله”. ويجب أن يكون مبابي ورفاقه في أفضل حالاتهم إذا أرادوا تجاوز هذا الفريق المغربي القوي والوصول إلى النهائي في مواجهة ميسي ورفاقه.