«زي النهاردة».. وفاة الدكتور كامل توفيق دياب 5 ديسمبر 2014
كان الدكتور كامل توفيق دياب رائد النهضة الزراعية الحديثة كما يمثل حلقة من حلقات مسيرة التحدى والنضال التي توارثتها رموز من آل دياب بدءا من الجد الذي كان أحد كبار ضباط الجيش المصرى خلال ثورة عرابى، وهو الأميرالاى موسى بك دياب.
ثم جاء الابن على شاكلة الأب مناضلا وطنيا أوقف حياته ووقته وجهده وماله على الصحافة كمنبر وطنى يذود عن الشعب والوطن، ودفع الثمن من حريته، ونعنى به محمد توفيق دياب الصحفى الوطنى المتمرد، والخطيب المفوه وعضو البرلمان وعضو مجمع اللغة العربية. ثم كان الدكتور كامل توفيق دياب الذي فضَّل الالتحاق بكلية الزراعة وتفوق فيها وترشح إلى بعثة خارجية إلا أنه قرر البقاء في مصر ليستصلح 250 فدانا بورا بمحافظة البحيرة، كانت كل ما تبقى من أملاك والده توفيق دياب وفى القطاع العام وحين أسندت إليه الدولة في الستينيات من القرن الماضى رئاسة شركة الوادى للحاصلات الزراعية.
وبعد أن كانت صادراتنا من الموالح تفسد في الموانئ لسوء التعبئة والتخزين استطاع كامل توفيق دياب في زمن قياسى أن يصل بصادرات الموالح إلى 500 ألف طن في الموسم الزراعى الواحد وتمكن من فتح أسواق عالمية واسعة أمام الموالح المصرية فتوسعت زراعتها بطفرات غيرمسبوقة، وفى القطاع الخاص خرج بالزراعة المصرية من طور التقليد إلى طور الإبداع، فلم تكن مصر تعرف أنواعًا من الفاكهة القابلة للتصدير بل توصل إلى سلالات صالحة للزراعة في مصر، فكان رائدا للزراعة الصحراوية في مصر، وفى زراعة الموز أدخل سلالة وليمايز التي تملأ الأسواق المصرية ووضع الزراعة المصرية على خارطة الاقتصاد التصديرى، كما أدخل زراعة الفراولة، وأصبحت مصر الدولة الرابعة في العالم في إنتاج الفراولة وأدخل عدة سلالات من العنب القابل للتصدير، واعتمد في كل زراعاته على الرى المرشد، وألغى استخدامه تماماً للرى بالغمر فوفر٩٠٪ من المياه المستخدمة في الرى، إلى أن وصلت عوائد التصدير الزراعى إلى نصف الحصيلة السنوية لقناة السويس وكان شعاره «نزرع ما يمكن تصديره بدلا من أن نزرع ثم نفكرفى التصدير«ثم اتجه إلى إنشاء معمل للزراعة بالأنسجة وتوصل إلى سلالات جديدة صالحة للزراعة في مصر..ويعتبر دياب رائد الزراعة الصحراوية في مصرإلى أن رحل عن عالمنا بعد هذه الرحلة الطويلة من التحدى والنجاح والإبداع «زى النهارده»فى 5 ديسمبر 2014.