«الفودفيل.. المصادر والرؤى».. أحدث إصدارات هيئة الكتاب لـ سيد أحمد الإمام
أصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب، ضمن سلسلة الإبداع المسرحي، كتاب «الفودفيل.. المصادر والرؤى» للدكتور سيد أحمد الإمام، وغلاف يحيى إبراهيم مصطفى.
الكتاب فصل من فصول رسالته لنيل درجة الماجستير للكاتب، والتي توقف فيها عند دراسة تجربة «عزيز عيد» التي عني فيها بتقديم نوع «الفودفيل»، في المسرح المصري، وانتهت تقريبًا خلال الحرب العالمية الأولى بما تواكب معها من ردود أفعال نقدية، وكان عزيز يستهدف وفق رؤيته أن يقدم ما اعتبره «الكوميديا الراقية» التي تتجاوز ما كان منتشرا وقتذاك من فصول مضحكة، أو نمرًا هزلية بين فصول المسرحيات الغنائية الكبيرة، أو مستقلة عنها.
واقتضت هذه الدراسة من ناحية ثانية- البحث عن المصادر والمسارات التي استمد منها المسرح المصري وعيه بالفودفيل ابتداء من الحملة الفرنسية على مصر آخر القرن الثامن عشر، ولكن نوع «الفودفيل» لم ينته بانتهاء تجربة «عزيز»، ولم تنقض الرؤى التي أحاطت به بانقضائها، بل كان تاريخ المسرح المصري مولعا بإعادة إنتاجه هنا وهناك، وإن تغيرت الأسماء التي تقف من ورائه والأقلام التي تكتبه، أو تكتب عنه تحت اسم النقد.
ويمكن القول إن تجربة «عزيز عيد» كانت بمثابة الرحم الأول الذي تمخض عن عديد من الأجيال، التي تتابعت في المسرح المصري، وعنيت بالإضحاك طوال القرن العشرين، ولم يزل لها تأثيرها في الذوق العام أو «التيار الرئيس main stream»، في إنتاج الدراما الكوميدية، سواء أكان صراحة.
فالمؤكد أن عزيز فتح مغارة «الفودفيل» أمام كافة العناصر والقوى الإبداعية التي عملت معه، أو على الأقل نبه أذهانهم إليها، وأذهان مَنْ اقتربوا من تجربته بالنقد، ومن كانوا يعرفون اللغة الفرنسية، ويمكن أن ينهلوا من ثقافتها وفنونها، ولو بالتقليد والانتحال والنسج بدرجات متفاوتة الإتقان على المنوال نفسه.
يذكر أن نوع الفودفيل- Vaudeville لا يعدو أن يكون «الهزلية – farce» في ثوبها الفرنسي، ويستقطب بالتبعية تقاليد الهزل وفنونه منذ نشأته في العصور الوسطى إلى عصر النهضة وما تلاه من عصور بما اكتشف فيه من أشكال قديمة وثيقة الصلة بتراث الإغريق والرومان، وما تفرع عنها في الوقت نفسه من كوميديا راقية في قصور الملوك والأمراء والنبلاء، وكوميديا هابطة يوصم بها ما كان يقدم في الساحات والأسواق الشعبية والحانات، كما تمثل في أشهر أشكالها المعروفة باسم «الكوميديا دي لارتي».