نشر الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، أمس (السبت)، تقريراً يظهر زيادة عدد الإهانات التي يتعرض لها لاعبو كرة القدم على مواقع التواصل الاجتماعي خلال المنافسات الدولية، وعرض خطة لمكافحتها.
وأوضح الاتحاد الدولي في بيان صحافي أنه قبل خمسة أشهر من انطلاق كأس العالم في قطر (21 نوفمبر – 18 ديسمبر)، سيعمل مع رابطة اللاعبين المحترفين «فيفبرو» على تنسيق وتنفيذ خطة حول كيفية حماية الفرق، واللاعبين، والحكام والمشجعين من الإهانات التي تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي خلال المنافسة الدولية.
ويبيّن التقرير الجديد الذي نشر بالتزامن مع اليوم الدولي للأمم المتحدة لمكافحة خطاب الكراهية، واستخدم الذكاء الاصطناعي لتتبّع أكثر من 400 ألف منشور على منصات التواصل الاجتماعي خلال نصف نهائي ونهائي مسابقتين دوليتين (كأس أوروبا الصيف الفائت، وكأس الأمم الأفريقية مطلع العام الحالي)، أن أكثر من 50% من اللاعبين تلقوا شكلاً من أشكال الإساءة التمييزية، الكثير منها من مواطنيهم.
وأضاف: «رداً على ذلك، سيطلق (فيفا) و(فيفبرو) خدمة برمجيات مخصصة في بطولات الرجال والنساء تتعلق بالاعتدال، تقوم بإجراء مسح ضوئي لعبارات الكراهية التي تنشر على حسابات وسائل التواصل الاجتماعي التي يتم تحديدها، وبمجرد اكتشافها تعمل على إخفائها عن اللاعبين المُساء إليهم ومتابعيهم. ورغم أن التعليق المسيء يظل مرئياً لمن نشره ولمتابعيه، إلا أن انتشاره ومشاهدته يقلان بشكل كبير».
وقال السويسري – الايطالي جاني إنفانتينو، رئيس «فيفا»: «واجبنا حماية كرة القدم، وهذا يبدأ بحماية اللاعبين الذين يجلبون الكثير من الفرح والسعادة لنا جميعاً من خلال لعبهم لكرة القدم»، مشيراً إلى «لسوء الحظ، هناك اتجاه متزايد من التعليقات غير المقبولة الموجّهة إلى اللاعبين والمدربين وحكام المباريات والفرق على قنوات التواصل الاجتماعي، وهذا الشكل من التمييز، مثل أي شكل آخر من أشكال التمييز، ليس له مكان في كرة القدم».
وتابع بالقول: «يدرك (فيفا) و(فيفبرو) أنه من المهم اتخاذ موقف، وإضافة ما يتم رصده على وسائل التواصل الاجتماعي إلى ما يتم مراقبته بالفعل داخل الملاعب. نريد أن نقوم بأفعال ولا نكتفي بالكلام، ولهذا فإننا نتخذ تدابير ملموسة لمعالجة المشكلة مباشرةً».
ولفت إلى أن «الهدف من هذا الجهد ليس فقط حماية كرة القدم، وتجنب الآثار الضارة لهذه التعليقات المسيئة، ولكن أيضاً تثقيف الأجيال القادمة التي تشارك في فعاليات كرة القدم على وسائل التواصل الاجتماعي كما في الملعب»، متوقعاً أنه «من خلال مواجهتنا معاً لهذه المشكلة، ستفعل منصات التواصل الاجتماعي الشيء نفسه وتدعمنا بقوة لتكون جزءاً من الحل».
من جهته، قال الإسباني دافيد أغانسو منديس، رئيس «فيفبرو»: «يعكس هذا التعاون مسؤولية كرة القدم في حماية اللاعبين والفئات المتضررة الأخرى من الإساءة التي يواجهونها بشكل متزايد في مكان عملهم وحوله»، مؤكداً أن «هذا النوع من الإساءة له تأثير كبير على شخصياتهم وعائلاتهم وأدائهم، وكذلك على رفاهيتهم وصحتهم العقلية».
ويرى أن «الإساءة عبر الإنترنت هي قضية مجتمعية، ونحن كقطاع كرة قدم لا يمكننا قبول أن يؤثر هذا الشكل الجديد من سوء المعاملة والتمييز على الكثير من الأشخاص بمن فيهم لاعبينا»، مبيناً أن «العديد من اتحادات اللاعبين قامت بعمل جيد جداً حول هذا الموضوع، وهو ما يعطينا، إضافة لتقريرنا الأخير الذي تم إطلاقه بالاشتراك مع اتحادات اللاعبين الأخرى، العديد من الأفكار عند التعامل مع هذه المسألة في المستقبل».
ونوّه أن «إجراء البحوث لوضع مثل هذه التقارير هو أمر بالغ الأهمية، ولكن يجب أن يؤدي إلى اتخاذ إجراءات لتوفير الوقاية والعلاج»، مبدياً سعادته «لأن هذا التعاون مع (فيفا) هو خطوة بنّاءة في هذا الاتجاه».
ومن خلال هذه الشراكة، سيقوم «فيفا» و«فيفبرو» أيضاً بتطوير دعم تعليمي، بما في ذلك نصائح بخصوص أفضل الممارسات لإدارة الحسابات على منصات التواصل الاجتماعي، وأخرى حول الصحة العقلية لجميع اللاعبين المشاركين في مسابقات الاتحاد الدولي خلال عامي 2022 و2023، وسيتم استخدام خدمة الاعتدال أثناء إجراء هذه المسابقات.