كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن الاتحاد السعودي لكرة القدم أجرى في الأسابيع الماضية محادثات ومناقشات عديدة مع رابطة الدوري السعودي للمحترفين بشأن طرح «كراسة النقل التلفزيوني الخاص» بالمسابقات الكروية السعودية والتي من بينها الدوري السعودي للمحترفين وموعد طرحها وآليتها الجديدة للموسم المقبل، لا سيما أن مدة النقل التلفزيوني للدوري للشركة الناقلة حالياً ستنتهي بنهاية يونيو (حزيران) المقبل.
ومنحت شركة الرياضة السعودية التابعة لوزارة الرياضة السعودية في يوليو (تموز) 2021 الماضي حقوق النقل التلفزيوني للمسابقات السعودية الكروية مقابل 70 مليون ريال سعودي وهو رقم ضئيل جداً قياساً بما كانت تدفعه مجموعة «إم بي سي التلفزيونية العملاقة» في الفترة ما بين 2015 – 2018 قبل فسخ عقدها لمصلحة القنوات الرياضية السعودية التي تولت عملية النقل حتى نهاية الموسم الماضي. وتقوم قنوات إس إس سي حالياً بالبث التلفزيوني لأغلب بطولات الاتحادات الرياضية السعودية.
وبحسب مصادر «الشرق الأوسط» فإن المحادثات تتركز حول مواعيد طرح كراسة حقوق النقل التلفزيوني الذي يتوقع أن يكون خلال شهري مايو (أيار) ويونيو المقبلين، وذلك استعداداً لإجراء مزايدة على حقوق النقل التلفزيوني للمسابقات الكروية السعودية.
وغاب الدوري السعودي للمحترفين عن أنظار منطقة الشرق الأوسط بسبب حصرية النقل للشبكة التلفزيونية «إس إس سي»، حيث لم يعد بإمكان سكان عرب أفريقيا وعرب آسيا متابعة الدوري كما كان في السنوات الماضية، علماً بأن الفترة الماضية شهدت مطالبات خليجية وعربية بضرورة فتح النقل لتلك المناطق.
وتعتمد الجماهير العربية في مشاهدة المباريات على روابط تقوم بالنقل التلفزيوني بطريقة غير قانونية لكنها تحظى بمشاهدات مليونية للمباريات سواء في الدوري السعودي أو دوري أبطال آسيا وكذلك في تصفيات كأس العالم.
وتترقب شبكات تلفزيونية سعودية وخليجية وعربية للدخول في مزايدة بيع حقوق المسابقات الكروية السعودية للفوز ببث الدوري السعودي.
وأبلغت مصادر وثيقة الاطلاع «الشرق الأوسط» أن هناك حالة عدم رضا في أوساط «وزارة الرياضة واتحاد الكرة والرابطة» عن جودة النقل التلفزيوني للقنوات الناقلة حالياً، وكذلك سخط بشأن طريقة إدارة القنوات، حيث لاقت طوال الموسم الحالي انتقادات متنوعة متعددة من قبل وسائل الإعلام الرياضية السعودية بشتى أشكالها، فضلاً عن سخط المشجعين من جودة النقل وانقطاع فني للبث بلغ إلى 17 دقيقة في إحدى المباريات.
بقيت الإشارة إلى أن الدوري السعودي بدأ ببيع حقوقه في السبعينات والثمانينات والتسعينات الميلادية، حيث كان النادي الواحد يحصل على 12.5 ألف ريال للمباراة الواحدة، قبل أن تدخل شبكة أوربت التلفزيونية في شراء حقوق النقل التلفزيوني مقابل 9.9 مليون ريال للسنة الواحدة، قبل أن تأتي شبكة راديو وتلفزيون العرب (إيه آر تي) لتفوز بحقوق النقل التلفزيوني عام 2006 مقابل 100 مليون ريال للموسم الواحد.
ونالت القنوات الرياضية السعودية حقوق البيع ممثلة بوزارة الإعلام في عام 2011 مقابل 150 مليون ريال سعودي، لتستمر في ذلك حتى عام 2015. حيث فازت مجموعة «إم بي سي» الإعلامية بحقوق النقل التلفزيوني بعقد تاريخي بلغ 4.1 مليار ريال سعودي، بحيث يبدأ العقد بحصول الرابطة على 210 ملايين ريال في السنة الواحدة، على أن يزداد حتى يصل إلى 300 مليون في السنة الواحدة، لكن العقد تم فسخه بعد نحو 3 أعوام من توقيعه.
وحلت شركة الاتصالات السعودية محل «إم بي سي» في عقد النقل التلفزيوني بقيمة بلغت 660 مليون ريال في السنة الواحدة، لكن اتحاد الكرة السعودي فسخ العقد، علماً بأن الشركة رفعت دعوى ضد الاتحاد، ويبدو أنها في طريق كسبها، حيث تطالب بدفع تعويضات بقيمة 78 مليون ريال، كما نصت على ذلك القوائم المالية لاتحاد الكرة السعودي في يونيو الماضي.
وعادت الحقوق التلفزيونية من جديد للقنوات الرياضية السعودية التي ظلت لنحو عامين تحت مظلة وزارة الرياضة قبل أن تسحب منها الحقوق لمصلحة شركة الرياضة السعودية، حيث أسندت للشبكة التلفزيونية الجديدة في عقد يستمر إلى نهاية الموسم.