كشفت الأميرة مشاعل بنت فيصل بن عبد العزيز، رئيسة اللجنة النسائية وعضو لجنة المنتخبات في الاتحاد السعودي للدراجات، عن طموحات مستقبلية لرياضة الدراجات السعودية، موضحة أن التحضيرات لبناء منتخب سعودي قوي قائمة على قدم وساق، فضلاً عن التجهيز لاستحداث دوري لرياضة الدراجات تشارك فيه أندية سعودية مدعمة بفتيات عاشقات وممارسات لهذه الرياضة الجميلة. وعبّرت الأميرة مشاعل بنت فيصل، في حوار خاص مع «الشرق الأوسط»، عن فخرها بشأن ما تعيشه المرأة السعودية من لحظات ذهبية ومساهمتها الكبيرة في بناء الرياضة السعودية، مستعينة بمقولة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان «أنا أدعم المملكة العربية السعودية، ونصف السعودية من النساء؛ لذا أنا أدعم النساء»، مشددة على أن الإنجازات ستتحقق في ظل الدعم الكبير الذي تجده الرياضة السعودية من القيادة العليا في البلاد.
«الشرق الأوسط» التقت الأميرة مشاعل بنت فيصل بن عبد العزيز، المسؤولة في اتحاد الدراجات، فكان الحوار التالي:
> احتفى العالم يوم الثلاثاء الماضي بيوم المرأة العالمي في الوقت الذي تعيش المرأة السعودية فترة ذهبية، حيث تشارك وتعمل في بناء الرياضة السعودية… كيف تصفين ذلك؟
– بداية، أود أن أستعين بمقولة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حينما قال ذات مرة «أنا أدعم المملكة العربية السعودية، ونصف سكان المملكة من النساء؛ لذا أنا أدعم النساء»، والحقيقة «في المملكة كل يوم هو يوم للمرأة نحتفي بها وبإنجازاتها» وقيادتنا الرشيدة في البلاد تولي المرأة الكثير من الاهتمام في المجالات كافة، وكل ذلك في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده قائد التغيير والتطوير في وطننا الذي قدّم للبلاد «رؤية 2030»، التي من أهم أهدافها تمكين المرأة في المجالات كافة؛ ولذلك نعيش مرحلة تساهم فيها المرأة في عملية التطوير والتحديث والبناء، ومن هذه المجالات الرياضة، حيث منحت المرأة الفرصة للمشاركة في صناعة القرار الرياضي، وكذلك ممارسة الرياضة، وهذا أمر يدفعنا لبذل المزيد من الجهود لنثبت أن المرأة السعودية قادرة على تحقيق التميز والمنجز والإبداع في أي مجال.
> ما رأيك في حضور المرأة السعودية على الصعيد الرياضي في الفترة الأخيرة؟
– المرأة السعودية تملك الإمكانيات والطموح لتحقق الإنجازات، وهذه حقيقة نلمسها في الألعاب الرياضية كافة، وبالتأكيد نحن ما زلنا في البداية، ونحتاج إلى الكثير من الوقت والمزيد من الخبرة حتى نصل للمستوى الاحترافي الذي يليق بالرياضة السعودية.
> تترأسين اللجنة النسائية في الاتحاد السعودي للدراجات، ومعك مجموعة من السيدات… كيف تقيّمين عملكم؟
– بصراحة، أنا فخورة بالمرأة السعودية وأراهن على قدراتها مستقبلاً والدور الذي نقوم به في الاتحاد السعودي للدراجات مع جميع الزميلات مهم جداً، حيث إن لدينا نائبة لمجلس الإدارة هي أسماء الجاسر، ولدينا زميلات في اللجنة النسائية، وكذلك سيدات في الكثير من اللجان التابعة للاتحاد، ولكنا لا نزال نطمح في أن يكون لنا دور أكبر ومساهمات أكثر، وأعتقد أننا في حاجة إلى المزيد من الوقت، خصوصاً فيما يتعلق بمشاركتنا في تطوير الرياضة النسائية في هذه اللعبة وتحقيق المنجزات اللائقة باسم المملكة.
> الفتيات السعوديات شاركن مؤخراً في الكثير من المنافسات الخاصة برياضة الدراجات داخلياً وخارجياً… متى سيأتي الوقت الذي تصل فيه اللاعبات السعوديات للمنافسة؟
– لا يمكن الحكم حالياً، فما زلنا بصراحة في بداية الطريق، حيث نعمل على بناء الأسس لهذه الرياضة الجميلة والممتعة. وسنحتاج إلى عمل وجهود أكثر كي نتحول للاحتراف، ولكن الذي أثق فيه تماماً في هذه اللحظة هو أن الفتاة السعودية متى ما توافرت لها الإمكانيات الكاملة ستكون من ضمن اللاعبات المتميزات عربياً وآسيوياً وعالمياً. وعلى الصعيد الداخلي، ما زلنا نتطلع لمشروع تطوير البنية التحتية، وذلك من خلال مشروع «المسار الرياضي» و«مشروع القدية»، والعديد من المشاريع المخصصة لممارسي الألعاب كافة، وكل ذلك سيساهم في تطوير مستويات اللاعبات في رياضة الدراجات. أما على الصعيد الخارجي، فنحتاج إلى الكثير من المشاركات حتى نحدد موقعنا الحالي بين لاعبات العالم، وهذه المشاركات سترسم لنا نقطة الانطلاق للمنافسة في رياضة الدراجات.
> ما هي أقرب المشاركات الرسمية لمنتخب السعودية للسيدات للدراجات في الفترة المقبلة؟
– بطولة السعودية للدراجات للسيدات ستكون هي الأقرب، في حين أننا نتأهب للمشاركة في بطولة الخليج للدراجات المقررة في الكويت بعد شهر رمضان المقبل، كما أننا نحضّر لاعباتنا للمشاركة في البطولة الآسيوية للدراجات، حيث ستقام في شهر سبتمبر (أيلول) في الصين.
> هل لديكم استراتيجية خاصة بمنتخبات للفئات السنية للفتيات؟
– من المؤكد أن الفئات السنية من الفتيات هي أساس كل رياضة بشكل عام وهي المغذي الرئيسي، ونحن في الاتحاد السعودي للدراجات وتحديداً اللجنة النسائية نملك استراتيجية لتطوير هذه الفئة بشكل يتناسب مع الظروف المحيطة بالرياضة مستقبلاً، ولكننا حالياً نركز على الشابات، وخصوصاً طالبات الجامعات كونهن يستطعن المشاركة في السباقات الداخلية والخارجية في الوقت الحالي.
> هل تخططون لإنشاء دوري للسيدات في رياضة الدراجات؟
– من أهم أهداف اللجنة النسائية في اتحاد الدراجات هو خلق دوري محترف للسيدات ليكون التنافس فيه كبيراً جداً، وأعتقد إذا أردت أن تملك منتخباً قوياً للسيدات في الدراجات فعليك أن تستحدث دورياً قوياً ومحترفاً للسيدات، وهذه المعادلة في رأيي هي السبيل لبناء رياضة دراجات محترفة للفتيات في السعودية، ولنا في كرة القدم والتطور الذي نلمسه في مستوى اللاعبين مثال جيد، ويجعلنا نعمل على تطبيق هذه الخطة مستقبلاً، مع إيماني أن قوة الدوري تساعد في خلق لاعبين قادرين على المنافسة خارجياً وتحقيق المنجزات على الصعد كافة.
> مشاركات الرجال عادة تكون مدعومة من الأندية… ماذا عن الفتيات… هل هناك خطة لإضافة الدراجات النسائية للأندية السعودية رسمياً لتسهيل عملية التنظيم والإشراف، وكذلك نشر اللعبة على الدرجات كافة؟
– نحن في الاتحاد نعمل على تفعيل دور الأندية السعودية في رياضة الدراجات النسائية، وقد صدرت الموافقة من وزارة الرياضة بالسماح للأندية بتكوين فرق نسائية، وتم التواصل من قِبل الاتحاد مع الأندية بهذا الشأن، وهناك أندية بدأت فعلياً في تكوين فرق، مسألة وقت وسترون الفرق تتنافس في رياضة الدراجات النسائية، إن شاء الله.
> ماذا عن دوريات الدرجات الأخرى الخاصة برياضة الدراجات… هل ممكن أن نشاهد يوماً ما دوري للدرجات الأولى والثانية والثالثة كما هو حال ألعاب القدم والطائرة والسلة واليد، وغيرها؟
– حقيقة، مثل هذه الأفكار لا تزال على طاولة النقاش، خاصة وأننا في مرحلة تأسيس للدوري وستكون البداية بدوري عام للسيدات، ثم سنبحث عن إمكانية وجود دوري درجات أدنى أو مناطق، ونحن في الاتحاد نسعى لتنفيذ كل ما من شأنه تطوير رياضة الدراجات النسائية.
> هل لديكم خطة لنشر الرياضة بين الفتيات في المدارس؟
– صحيح… أحد أهم أهداف اللجنة النسائية في الاتحاد السعودي للدراجات هو نشر رياضة الدراجات، وكما ذكرت سابقاً البداية ستكون في الجامعات وبعدها دراسة آلية نشر رياضة الدراجات في المدارس وغيرها.
> ماذا عن الكوادر الفنية والإدارية الخاصة بمنظومة رياضة الدراجات الخاصة بالسيدات… هل تملكون ما يكفي من السيدات المتخصصات في التدريب والإدارة والتحكيم، وغيرها؟
– المرأة حالياً لها دور كبير في مجالات الرياضة كافة، سواء كممارسة للرياضة أو كإدارية أو كحكمة أو مدربة واتحاد الدراجات يعمل على تمكين المرأة في مفاصل اللعبة كافة من خلال دورات تدريبية وتطويرية في الفترة الحالية، حيث نعمل في الاتحاد حالياً على تأهيل حكمات ومدربات سعوديات من خلال دورات تدريبية وورش عمل نقيمها بشكل دوري.
> ختاماً… ما هي رسالتكم لعشاق رياضة الدراجات؟
– أود أولاً أن أشكر صحيفة «الشرق الأوسط» على إتاحة هذه الفرصة للحديث عن يوم المرأة العالمي ورياضة الدراجات والحقيقة هذه فرصة لنا كمسؤولين في اتحاد الدراجات أن نقدم الشكر الجزيل لولي العهد؛ على جهوده الكبيرة التي يبذلها لتحقيق «رؤية 2030» لتكون واقعاً ونبراساً للسعوديين كافة، والتي على إثرها ستتحقق البنية التحتية للألعاب الرياضية كافة ليمارس عشاق الرياضة ما يريدون من رياضات في هذا البلد المعطاء. وأشكر الأمير محمد بن سلمان؛ على تمكينه للمرأة بحيث تمارس الرياضة في بيئة مناسبة من خلال برامج راقية مثل برنامج «جودة الحياة» الذي يهدف إلى بناء مجتمع رياضي وصحي وواعٍ.
والشكر موصول لوزير الرياضة رئيس اللجنة الأولمبية السعودية الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل؛ على الجهود المبذولة كافة لدعم الرياضة النسائية، والتي سنرى حصادها للإنجازات قريباً – إن شاء الله – في جميع المجالات الرياضية، وما زلنا نطمح للمزيد، فكما ذكر ولي العهد، بأن الطموحات تصل إلى «عنان السماء»؛ لذا ستكون منجزاتنا عظيمة – بإذن الله – ووفقاً لتطلعات المسؤولين في البلاد.