بعد رؤية 2030 لا أعتقد أنه يمكن أن نجد أعذاراً للأندية السعودية كي لا تكون الأفضل والأقوى والأكثر جاهزية ليس في الخليج أو الوطن العربي فقط بل في آسيا والعالم… والأسباب بالورقة والقلم تقول إنه لا يوجد دولة في الدنيا دفعت ديون أنديتها كاملة، ولا توجد دولة في العالم ساعدت بثمانية محترفين أو تدفع ما يزيد عن الربع مليون دولار في حالة وجود جماهير على المدرجات ضمن أرقام معينة، ولا توجد دولة في العالم كانت تمنح سيارة لمتفرج بشكل عشوائي، وإن كانت هناك روابط للأندية تمنح مبالغ كبيرة من ريوع البث التلفزيوني مثل إنجلترا وإسبانيا وبقية الدول (العظمى كروياً) إلا أن ما يحدث في الكرة السعودية لم أجد له مثيلاً في أي دولة أخرى.
وما حدث مؤخراً من شراكة بين القدية والأندية الأربعة الكبار أعتبره حلقة جديدة من وضع الكرة السعودية في «كوكب آخر» لا يشبه الكرة العربية أبداً، فنحن نتحدث عن مائة مليون ريال سنوياً ولمدة 22 عاماً ولا أعرف حقيقة أي عقد إعلاني أو رعاية يصل إلى نحو ربع قرن من الزمن؟
كل هذا الدعم والزخم يجب أن يرافقه تطور في المستوى ليس للاعبين والأندية فقط، بل تطور في كل مفاصل اللعبة من مدربين وحكام وإداريين ومنظمين وإعلام وتسويق ووكلاء أعمال لاعبين، وهي الأعمدة الأساسية لكرة القدم، إضافة للجماهير طبعاً وهي في الحالة السعودية من الأقوى في المنطقة.
يجب أن يكون الحكم السعودي على مستوى عالٍ دون التشكيك في نزاهته أو الضغط عليه أو التأثير على فكره وقراراته، وهذا لن يحدث ما لم يتم منحه الفرصة كاملة وحمايته من الضغط الإعلامي (المنتمي لجميع الأندية) والذي يضع كل أخطاء ناديه إما على المدربين أو الحكام… يجب أيضاً الارتقاء بسوية المدرب المحلي ومنحه الثقة كما تم منحها لبعض اللاعبين الذين يتفوقون على الأجانب بمستوياتهم العالية، وهم غالباً من يصنعون الفارق في أنديتهم.
التطور لا يكون في مكان أو مجال دون عن البقية، ولهذا يجب البدء من الآن في دعم وتطوير كل المنظومة حتى يكون التطور متوازياً ومتساوياً بين كل أضلاعها.