دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) – كشفت أول حكمة ساحة دولية سورية، أليسار بدور، عن الصعوبات التي واجهتها في هذا المجال الذي كان حكرا على الرجال ووجهت رسالة للسيدات الراغبات بخوض غمار هذه المهنة موضحة دور العائلة بدعمها وطريقة تعامل اللاعبين معها.
من أين جاءت فكرة الدخول في عالم التحكيم؟
أنا من أسرة رياضية وبدأت بمجال التحكيم ووالدي كان حكما ولاعبا سابقا.
تعرضت للكثير من الانتقادات لأن الجماهير لم تكن معتادة بعد على وجود حكم (أنثى) داخل أرضية الملعب ولكن بدأت تخف هذه الانتقادات مع الوقت، وستخف أكثر وسيعتاد الناس على الحكام السيدات مع تطور كرة القدم النسائية.
سمعت عبارات مثل العبارات الشائعة في هذا الصدد على غرار: “البنات إلى المطبخ” و”أنت لا تفهمين بكرة القدم” و”تركت كل شيء وذهبت لتحكيم كرة القدم”، وجمهورنا يعتبر أن الحكم “شماعة يعلق عليها كل شيء فما بالك إذا كان هذا الحكم سيدة.
لكن عندما تمتلك عائلة داعمة ستستطيع تجاوز كل الانتقادات التي تتعرض لها وقد كنت محظوظة بدعم عائلتي لي.
كيف استطعت كسر هيمنة الرجال على هذه الوظيفة وانتزاع مكانك بينهم؟
بدأت بتحكيم مباريات الفئات العمرية ثم الشباب وبعد ذلك أصبحت حكما مساعدا في مباراة للرجال بكأس الجمهورية قبل أن أصبح حكم الساحة.
على عكس المتوقع، كان اللاعبون متعاونون جدا، فعندما يكونون منفعلين ويأتون للاحتجاج على قراري يحاولون ضبط أعصابهم وكانوا متعاونين جدا في البداية.
أما الآن فقد أصبحت أكثر خبرة وكنت قيادية منذ البداية لكن اللاعبين كانوا متعاونين معي في بداياتي بشكل كبير، رغم وجود بعض الحالات الاستثنائية من بعض اللاعبين.
بالمقابل، لم تكن بعض الكوادر الفنية للأندية جيدة بالتعاطي والتعامل وذلك كونها تحت ضغط تحقيق الفوز، وربما وجود حكم أنثى يزيد من غضبهم رغم وجود بعض الكوادر المتعاونة أيضا.
كيف تفاعل اللاعبون معك في الملاعب وما أبرز المواقف التي تعرضت لها؟
لم أتعرض لأي مواقف مع اللاعبين داخل الملعب إلا تلك التي يتعرض لها الحكم الذكر.
هل يحق لك الآن التحكيم في البطولات الآسيوية الرئيسية مثل دوري الأبطال مثلا؟
بعد الحصول على الشارة الدولية أصبح بإمكاني التحكيم في البطولات العربية وبطولات غرب آسيا مبدئيا وبعد أشهر عدة سأجري اختبار نخبة حكام آسيا في ماليزيا وإذا اجتزت هذا الاختبار سيكلفني الاتحاد الآسيوي بالمباريات الآسيوية.
ما الرسالة التي توجهينها للسيدات الراغبات بخوض غمار التحكيم الرياضي في سوريا والعالم العربي؟
أشجع السيدات على الوجود في أي مجال ترغب بالوجود فيه إن كان في التحكيم أو غيره طالما أنها امتكلت المقومات فإذا أرادت أن تكون حكمة كرة القدم فيجب أن تتوفر المقومات والإمكانيات وأل يتدخل في مجال ما بسبب “الموضة”، والأمر الآن أصبح ممكنا أكثر بسبب اهتمام الاتحادات القارية المتزايد بالتحكيم الأنثوي.