بدأ تأثير تغيير الخصوصية على أنظمة تشغيل هواتف آيفون، والذي أطلقته شركة أبل في أبريل في الظهور على الميزانيات العمومية للشركات الأخرى، حيث يظهر القوة الهائلة التي تمارسها أبل على الصناعات غير المرتبطة بالإلكترونيات الاستهلاكية.
وتضمن التحديث الذي أثار الجدل بين أبل والكثير من الشركات مثل فيسبوك، ظهور نافذة منبثقة جديدة تسأل المستخدمين عما إذا كانوا يريدون السماح للتطبيقات على هواتفهم بتعقبهم للمساعدة في تخصيص الإعلانات لهم، وهو ما يمكّن مالكي أجهزة آيفون لإلغاء الاشتراك بسهولة من خلال النقر على زر “عدم التعقب”.
وأدت ميزة الخصوصية إلى تغيير آليات العمل وراء الكواليس للعديد من إعلانات الهاتف.
من جانبها، حذرت شركة ميتا، الشركة الأم لـ فيسبوك، الشهر الماضي من أن تبني الميزات قد وصل إلى “مرحلة حرجة” وجعل إعلاناتها أقل فعالية في استهداف العملاء المحتملين المربحين. وقالت فيسبوك إن إيراداتها كانت ستنمو بالتتابع في الربع الثالث لولا تغييرات إعلانات أبل.
فيما ألقت شركة سناب شات باللوم على تغيير الخصوصية على أنظمة تشغيل هواتف آيفون، في التأثير على مبيعاتها والتي لم تشهد نموا يذكر خلال الربع الثالث. حيث قال الرئيس التنفيذي لشركة سناب شات، إيفان سبيغيل، إن الميزة الجديدة على هواتف آيفون فرضت مخاطر على أرباح الشركة في الربع الرابع، وتوقعت الشركة أن تسجل مبيعاتها للربع الأخير من السنة حوالي 1.18 مليار دولار، مقابل توقعات محللي وول ستريت البالغة 1.36 مليار دولار.
فيما قالت شركة بيلوتون، الشهر الماضي إن ميزة خصوصية أبل تضر بنمو أعداد المستخدمين.
من جانبه، رفض الرئيس التنفيذي لشركة أبل، تيم كوك، التعليق على تأثير الميزة على الشركات الأخرى، لكنه قال: “نحن لا نتخذ القرار، فقط نسمح للمستخدمين بطريقة بسيطة من اتخاذ قرارهم”.
استفادة أبل
في حين تم تسويق التغييرات على أنها مكسب للمستخدمين، إلا أنها تفيد أيضاً منتج أبل الإعلاني، والمعروف بـ Apple Search Ads، والتي يلجأ إليها المسوقون لإعلانات الهواتف التي تزيد من عمليات تثبيت التطبيقات.
وقال رئيس المحتوى في AppsFlyer، شاني روزنفيلدر، وهي شركة لقياس الإعلانات: “لقد شهدنا زيادة هائلة في حصة سوق الإعلانات على شبكة البحث من أبل”. وأضاف “أصبحوا اللاعب الأول الجديد، وتجاوزوا فيسبوك، الذي سيطر على نظام iOS في الماضي”.
وأوضح تقرير لـ AppsFlyer، أن 86% من الأجهزة التي تعمل بنظام تشغيل iOS من أبل، تعمل بإصدار حديث كافٍ ما يجعلها مؤهلة لميزة منع الإعلانات، وفيما اختار 38% من المستخدمين السماح للتطبيقات بتعقبهم إعلانياً، فإن 62% قرروا عدم التعقب.
ردود الفعل
أعلنت شركة ميتا، منذ البداية حربها على تحديث نظام تشغيل ios. وقال الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك، مارك زوكربيرغ، “نظراً لأن تغييرات أبل تجعل التجارة الإلكترونية واكتساب العملاء أقل فعالية على الويب، فإن الحلول التي تسمح للشركات الكبيرة بإنشاء متجر داخل تطبيقاتها ستصبح جذابة ومهمة بشكل متزايد بالنسبة لهم”.
فيما كان الرئيس التنفيذي لشركة سناب شات، إيفان شبيغيل، قد أشاد سابقاً بنهج أبل، إلا أن الشركة قامت بتحديث منتجاتها الإعلانية للعمل مع بديل لخدمة “شفافية تتبع التطبيقات” المعروفة باسم ATT من أبل. لكن في الشهر الماضي، قال مسؤولو سناب شات إن استبدال خدمة أبل لقياس الإعلانات، بخدمات SKAdNetwork، غير موثوق بها.
وقالت سناب شات إنها تعمل على تطوير خدمتها الإعلانية بشكل مباشر.
النتائج المالية
وفيما لا تنشر أبل إيراداتها من خدماتها الإعلانية ضمن النتائج المالية، إلا أنها تمثل جزءا صغيرا من أعمالها في مجال الخدمات، والتي سجلت إيرادات 68.43 مليار دولار في السنة المالية 2021 للشركة، بزيادة قدرها 27%.
وقدر المحلل في بيرنشتاين، توني ساكوناغي، أن إعلانات بحث أبل تولد 4 مليارات دولار سنوياً ولديها 60% من حصة سوق “إعلانات البحث عن التطبيقات” على أجهزة آيفون.
وكتب في مذكرة للعملاء الأسبوع الماضي، أن الإعلانات على شبكة البحث ليست سوى جزء بسيط من سوق إعلانات الهاتف المحمول بأكمله. ويقدر أن سوق إعلانات الهاتف المحمول ككل تبلغ قيمته 300 مليار دولار سنوياً، و20% من هذه الإعلانات مخصصة لتطبيقات الأجهزة المحمولة، أو حوالي 60 مليار دولار، فيما يمثل نظام iOS نصف هذه الكعكة.