كشفت مصادر خاصة لـ«الشرق الأوسط» أن برنامج الابتعاث السعودي لتطوير مواهب كرة القدم (سيقام في إسبانيا) سيُركز في الموسم المقبل على استقطاب أبرز اللاعبين من مواليد 2001، وذلك بناءً على توصية من الوطني سعد الشهري، مدرب المنتخب الأولمبي، الذي يرى أن هذه الفئة ستكون النواه لمنتخب «أولمبياد 2024».
وبحسب المصادر، فإن القائمة ستضم عدداً من الأسماء المميزة، يأتي في مقدمتهم أيمن يحيى لاعب فريق النصر، وزميله في الفريق محمد مران، بالإضافة لهيثم عسيري مهاجم فريق الأهلي، وزميله حسن العلي، وهزاع الغامدي لاعب فريق الوحدة، وسعد الناصر لاعب خط وسط فريق الهلال، بالإضافة للثنائي محمد العوفي وعوض الناشري من الاتحاد، ونواف المطيري مدافع فريق النصر، وثنائي فريق الاتفاق ريان البلوشي وفيصل الغامدي.
وجاءت توصية الشهري بعد تأجيل تطبيق فكرة الدوري الرديف للموسم بعد المقبل (2022-2023) لفرق دوري المحترفين السعودي، بحسب ما أعلنه اتحاد كرة القدم مساء الجمعة، حيث سيعمل البرنامج على منح الأسماء المختارة فرصة المشاركة وتنمية مواهبهم تأهباً لعدد من الاستحقاقات الآتية، ويأتي أبرزها بطولة كأس آسيا تحت 23 عاماً في أوزبكستان المؤهلة لأولمبياد باريس 2024.
وكان اتحاد كرة القدم السعودي قد أعلن بصورة رسمية عن انطلاق فكرة الدوري الرديف الذي كان حبيساً لمراجعات فنية وإدارية وتنظيمية في الفترة الماضية، قبل أن يتم إقراره بناءً على ما رفعه المدير الفني للاتحاد إيوان لوبيسكو، بالتنسيق مع لجنة المسابقات وإدارة منتخبات الفئات السنية واللجنة الفنية، من ضرورة إيجاد مسابقة تخدم اللاعبين الصاعدين من درجة الشباب، وإتاحة الفرصة لمشاركة لاعبي الفريق الأول غير الأساسيين، وزيادة دقائق مشاركتهم خلال الموسم. وعلى ضوء ذلك، عقدت لجنة المسابقات ورشة عمل مع الأندية، وتم تأييد إقامة الدوري الرديف بالأغلبية.
وستقام مباريات الدوري الرديف بنظام الدوري المرادف لمباريات دوري المحترفين، بحيث تقام في اليوم التالي. كما ستعمل لجنة المسابقات على استكمال ضوابط ولوائح الدوري الرديف، بالتنسيق مع رابطة دوري المحترفين واللجان ذات العلاقة، مع عقد ورشة عمل مع الأندية لاستكمال جميع المتطلبات للبداية المثالية مع موسم (2022-2023).
واعتمد المجلس كذلك استمرار عدد (5) لاعبين من مواليد (2001) ضمن فريق درجة الشباب بشكل استثنائي للموسم الرياضي المقبل (2021-2022) لفرق الدوري الممتاز لدرجة الشباب فقط، وذلك بناءً على ما رفعته إدارة المنتخبات، بالتنسيق مع لجنة المسابقات.
يذكر أن برنامج الابتعاث السعودي لتطوير مواهب كرة القدم هو مشروع وطني أطلقته وزارة الرياضة في يونيو (حزيران) 2019، ويهدف إلى تطوير وتنمية المواهب بالنواحي كافة التي يحتاج إليها اللاعب، عن طريق الاحتكاك بالكرة الأوروبية، مما يعود بالنفع على كرة القدم السعودية.
وكانت نواة البرنامج، بحسب ما أعلنه الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل وزير الرياضة عند إطلاق البرنامج، التركيز على لاعبي المنتخب السعودي الفائز بكأس آسيا تحت 19 عاماً من مواليد 1999 و2000.
ويقضي اللاعب موسمه في أكاديمية قرب مدينة برشلونة الإسبانية، ويخوض سنوياً نحو 80 مباراة، وهي ضعفي ما يلعبه في السعودية، وذلك أمام فرق إسبانية وأوروبية، إضافة إلى تعلم اللغة والانضباط الرياضي والفني.
ويغطي برنامج الابتعاث الخارجي جميع الاحتياجات التي يتطلبها بناء لاعب كرة قدم محترف على مستوى يضاهي نظراءه حول العالم، حيث يوفر خطة فنية وبدنية وغذائية متكاملة، تحت إشراف مجموعة من الخبراء والمتخصصين العالميين الذين سبق لهم الإشراف على أكاديميات كروية ناجحة، بالإضافة إلى التعاون مع شركات تسويق اللاعبين لمساعدتهم في الالتحاق بالأندية.
ويتضمن البرنامج أيضاً حصول اللاعبين على حصص تعليمية في اللغة، ويغطي نفقاتهم الخاصة بالسفر والتنقلات والرعاية الصحية والأوراق القانونية، على أن يقضي اللاعبون السنة الأولى منها في الأكاديمية من أجل التأقلم على الأجواء الأوروبية وأساليب التدريب المتبعة في أندية القارة، والاحتكاك بلاعبين على أعلى المستويات، من خلال المنافسات التي سيشاركون بها على مدار العام. كما ستتيح الأكاديمية الفرصة للأندية الأوروبية لاستكشاف اللاعبين السعوديين بها، ودعوتهم للمشاركة في الاختبارات الفنية، تمهيداً لضمهم.
ويتشابه برنامج الابتعاث من حيث الفكرة مع تجربة قامت بها بعض الدول، مثل الصين التي دعت أندية عالمية لتأسيس أكاديميات بها. أما المملكة العربية السعودية فقد ارتأت أن تغرس لاعبيها كلياً في قلب الثقافة الكروية الأوروبية.