تلفزة رمضان: الإمتياز ل”حرقة”… والعنف قاسم مشترك!
شاهد جمهور القناة الوطنية الأولى مساء أمس الأحد الحلقة الأخيرة من مسلسل حرقة الذي رافق هم منذ اليوم الأول من رمضان خلال عشرين سهرة متتالية. هذا المسلسل حاز على رضا عدد واسع من الجمهور التونسي ليس لأنه تناول قضية حارقة ومتشعبة في تونس وأفريقيا فقط بل لأن المخرج وكاتب السيناريو والممثلون نجحوا في تقديم عمل مقنع فهذا المسلسل يرقى إلى مستوى الأعمال الكبرى التي قدمتها التلفزة الوطنية طيلة تاريخها بل لعلهأهم عمل تقدمه على أعتبار القضية المطروحة ففي كل عام يلتهم المتوسط مئات التونسيين خاصة أن الهجرة غير الشرعية أو ما يسمى بالحرقة أصبحت في السنوات الأخيرة غير مقتصرة على الشبّان بل نجد عائلات كاملة تسعى وتحاول أجتياز المتوسط في اتجاه جنة من سراب.
و بأستثناء هذا العمل لا نجد أعمالا آخر لافتة للأنتباه إذ غرقت كل الأعمال أما في العنف أو في الأبتذال والسطحية فمسلسل فوندو رغم أنه حقق نسب مشاهدة عالية على قناة الحوار التونسي إلا أنه لم يخرج عن الكليشيهات المتداولة في السنوات الأخيرة في المسلسلات التونسية مثل قضايا القتل والمخدرات والزواج غير الأطار القانوني والسرقة فهو مسلسل أقرب إلى الأعمال البوليسية يضاف إلى ذلك أنه متهم بأنه مسلسل مسروق حسب بعض النقاد المطلعين منهم منير الفلاح وغيره.
التهريج والعنف
باقي الأعمال لا نجد فيها ما يشد الأنتباه فمسلسل اولاد الغول الذي راهنت عليه قناة التاسعة فشل فشلا ذريعا أمام المنافسة التي وجدها من حرقة والفوندو كما أنه لم يخرج من سياق مسلسل أولاد مفيدة اما سلسلة الجاسوس فقد بالغت في الألفاظ والإيحاءات الجنسية المجانية والتي لا تتماشى مع السياق الكوميدي للسلسلة اما عيشة فل فكانت أقرب إلى التهريج وأجترار كليشهات لم تعد تضحك أحدا في حين تحولت الكاميرا الخفية على قناة التاسعة السيرك إلى موعد يومي مع العنف و”الفجعة” أما جماعة الحوار التونسي فقد أساءوا لعبدالرحمن ابن خلدون بأختيار أسمه لسلسلة محسوبة على الكوميديا في حين انها مجرد مواقف تهريجية لا تضحك أحدا.
وتبقى سلسلة الكاميرا الخفية على قناة نسمة انجيلا جولي التي أدانتها منظمة الصحة العالمية فضيحة بكل المقاييس تؤكد حجم السقوط الذي تعيشه البلاد إذ أصبح كل شيئ متاحا لأن يكون موضوع سخرية حتى ما يتعلق بالقيم الطبية المرتبطة بحياة الناس.
بعد عشرين يوما من رمضان يمكن القول أن أعمال رمضان ورغم عددها القياسي هذا العام إلا أنها كانت فاشلة في معظمها وكشفت عن ضعف كبير في مستوى الكتابة خاصة.