قياساً على حجم الثروات لدى الحكومات والأفراد العرب فأنا أرى أن سوية الاستثمارات العربية في كرة القدم الأوروبية يمكن أن تكون أكبر وأهم وأضخم رغم أن الوضع الحالي أيضاً يعد ممتازاً بعد الانتقال من الرعاية والإعلان إلى هيمنة بعض الأندية التي يملكها مستثمرون عرب إلى قمة القارة العجوز وبالتالي قمة أندية العالم.
ففي نصف نهائي دوري أبطال أوروبا وصل ناديان بملكية عربية «إماراتية قطرية» هما مانشستر سيتي وباريس سان جيرمان لنصف النهائي ووصل السيتي للنهائي لأول مرة في تاريخه الممتد من عام 1880، والأجمل في هذا الوصول أنه جاء بهدفين لنجم عربي جزائري هو رياض محرز، علماً بأن السيتي بات عربي الملكية منذ عام 2008 فقط عندما تم شراؤه من قبل مجموعة أبوظبي (الاتحاد للتنمية والاستثمار) بقيادة الشيخ منصور بن زايد الذي أراد أن يثبت للغرب تحديداً أن العرب ليسوا آبار نفط وأموال لا يعرفون كيف يديرونها بل هناك عقول تعرف كيف تستثمر وتصرف بحكمة.
وفعلاً هناك أندية صرفت أكثر من السيتي ولكن نتائجها لم تصل إلى ربع ما فعله السيتي منذ صفقة الشراء الإماراتية حيث حقق خلال أقل من 12 سنة ما عجز عن تحقيقه خلال مائة سنة كاملة من تأسيسه.
صفقة أخرى أراها رائعة وذكية هي صفقة شراء شيفيلد يونايتد للأمير عبد الله بن مساعد نظراً لضآلة المبلغ المدفوع قياساً على وجود النادي في البريميرليغ الآن وهو الذي تأسس عام 1889.
صحيح أنه يقبع في ذيل الترتيب حالياً لكنه كان في المركز التاسع الموسم الماضي قبل أندية كبيرة مثل ساوثهامبتون ونيوكاسل وأستون فيلا ووستهام، ولا ننسى صفقة شراء المستشار تركي آل الشيخ لنادي الميريا الإسباني الذي كان على أعتاب التأهل إلى الليغا، وهو سيفعلها إن عاجلاً أم آجلاً، وصفقة شراء الكويتي فواز الحساوي لنوتنغهام فوريست بطل أوروبا السابق، ومجموعة «رويال دبي» التي اشترت نادي خيتافي الإسباني، بينما اشترى الشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني نادي ملقة الإسباني، والمصري ماجد سامي نادي ليرس البلجيكي، أما نادي ميونيخ 1860 فتذهب 49% من أسهمه للأردني حسين أسميك، وبورتسموث الإنجليزي للإماراتي سليمان الفهيم الذي باعه للسعودي علي الفراج.
وأعتقد أن «رؤية 2030 السعودية» فيها فكر استثماري كبير داخلي وخارجي وستدخل الساحة الأوروبية ربما من أبواب أوسع وأكبر.
الاستثمار الكروي مربح جداً إن عرفنا كيف نديره، وهو قوة ناعمة لا يمكن تجاهلها أبداً.