متحفان بريطانيان يعاقبان بعد بيع تمثال فرعوني
فقد متحفان بريطانيان امتيازات تتعلق باعتمادهما على خلفية بيع تمثال “سخيمكا” المصري الذي يعود إلى أربعة آلاف سنة بشكل غير قانوني.
وكان مجلس مقاطعة نورثبمتون قد باع التمثال بمبلغ 16 مليون جنيه استرليني في مزاد للاستعانة بالمبلغ من أجل توسيع متحف المدينة.
وكان مجلس فنون انجلترا حذر مجلس بلدية نورثمبتون من أن المتحف قد يخسر اعتماد المجلس له لأن عملية البيع هي خرق لشروط الاعتماد.
وقال سكوت فيرلونغ من مجلس الفنون البريطاني ” يؤسفنا دائما أن نضطر لاستثناء أي من المتاحف من الاعتماد، لكن من الضروري المحافظة على مستويات معينة ومبادئ تتفق عليها معظم المتاحف”.
وقد حذف متحف نورثمبتون الذي استفاد من عملية بيع التمثال وكذلك متحف أبينغتون بارك الذي يديره نفس المجلس من قائمة المتاحف المعتمدة.
ويلتزم مجلس الفنون مبادئ تحكم سلوك المتاحف بما يضمن مصلحة المستخدمين وفائدتهم.
وكان التمثال قد بيع في مزاد كريستيز في لندن في شهر يولو/تموز وسط احتجاجات من جهات عدة.
وقال السفير المصري في بريطانيا، أشرف الخولي، إن مجلس البلدية كان عليه إعادة التمثال إن لم يكن يريده.
وكان السفير قد أدان عملية البيع قبل إتمامها، وقال إنها “انتهاك للأثريات المصرية والملكية الثقافية.”
كما قال “اعتراضنا بخصوص هذا المبدأ؛ كيف يحق لمتحف بيع قطعة من مقتنياته بينما يجب عرضها للعامة. نحن قلقون من تحول هذه القطعة إلى مقتنيات خاصة.”
“أحلك يوم ثقافي”
وأضاف السفير أن المتحف “يجب ألا يكون متجر بيع. سخم كا يعود لمصر، وإن لم يرغب مجلس بلدية نورثمبتون في الاحتفاظ به، فعليه إعادته. ومن غير الأخلاقي ولا المقبول أن يباع التمثال بهدف الكسب. وكان يجب استشارة الحكومة المصرية.”
وقال مسؤولون في صالة كريستيز إنهم سيكشفون التفاصيل المتعلقة بالمالك الجديد في وقت لاحق.
وتجمع متظاهرون أمام صالة المزادات قبل البيع، وطالبوا بإعادة التمثال لوزارة الآثار المصرية.
وقالت سو إدواردز، من مجموعة “انقذوا سخم كا” إن هذا اليوم هو “أحلك يوم ثقافي في تاريخ المدينة. السلطة المحلية ارتكبت خطأ فادحا، لكننا سنستمر في النضال من أجل إنقاذ سخم كا”.
وسيترتب خسارة المتحف لاعتماد مجلس الفنون الانجليزي التي من بينها عدد من المنح والتمويلات في المستقبل. لكن رئيس مجلس بلدية نورثمبتون، ديفيد ماكينتوش، قال إنه لا يرى سببا لذلك.
وقال “أطلعنا مجلس الفنون الانجليزي على خططنا وتحركاتنا، ولا نرى سببا لعدم الاحتفاظ باعتماده لنا”.
وأضاف أن التمثال لم يكن معروضا لمدة أربع سنوات، ولم يستفسر أحد عن وجوده أو يطلب رؤيته.
وقال لـ بي بي سي إن التمثال “يخضع لملكيتنا منذ أكثر من مئة عام، ولم يعتبر قطعة مهمة في مقتنياتنا. نريد توسعة المتحف، ونحتاج لجمع المال الكافي.”