يُولي برنامج «جودة الحياة» أحد برامج رؤية السعودية 2030 الجانب الرياضي اهتماماً كبيراً، لما يمثله من انعكاسات إيجابية على المواطن السعودي والمقيم في السعودية وعلى صحتهم البدنية والنفسية من خلال الممارسات الرياضية، بالإضافة إلى جعل استضافة الأحداث الرياضية واحدة من وسائل الترفيه ذات الشعبية الكبيرة، علاوة على تحسين الواقع الرياضي الحالي في السعودية.
وبمناسبة مرور خمسة أعوام على انطلاق رؤية 2030، نجحت السعودية عبر عدد من الجهات الحكومية في تفعيل عدد من مستهدفات برنامج جودة الحياة في جانبه الرياضي في ظل الدعم الكبير واللامحدود من القيادة السعودية، والمتابعة المستمرة من الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع. وتأتي استضافة الأحداث الرياضية المتنوعة على رأس أبرز المستهدفات التي تحققت خلال فترة وجيزة حتى باتت السعودية بوصلة للرياضيين حول العالم للمشاركة في الفعاليات المقامة في السعودية أو حتى حضورها.
ويعمل برنامج جودة الحياة في الجانب الرياضي على توفير أعلى مستوى من جودة الحياة لكل المقيمين في المملكة مع تقديم خيارات للتمتع بنمط حياة مفعم بالحيوية لسكان السعودية، وذلك عبر عدد من المبادرات الكبيرة المندرجة تحت ثلاثة بنود رئيسية هي تطوير المرافق وتقديم العروض، بالإضافة إلى تحفيز المشاركة أو توجيهها.
وأشار برنامج جودة الحياة إلى العمل على إقامة واستضافة فعاليات رياضية عالمية من خلال الدعم الكبير واللامحدود للجهات ذات العلاقة من وزارة الرياضة واللجنة الأولمبية العربية السعودية، بالإضافة للاتحادات الرياضية المنضوية تحت لوائها.
وتمكنت السعودية خلال فترة وجيزة من استضافة أحداث عالمية كبيرة، فعلى صعيد كرة القدم التي تحظى بشعبية كبيرة حول العالم، نجحت السعودية في استضافة كأس السوبر الإيطالي في نسختي 2018 و2019 في مدينة جدة والعاصمة الرياض، قبل أن تتوقف هذه الاستضافة بسبب جائحة فيروس كورونا، وعلى الصعيد الرياضي، استضافت السعودية كأس السوبر الإسباني بعد اتفاقية بين وزارة الرياضة والاتحاد الإسباني على إقامته في السعودية لمدة 3 سنوات، بدأت في عام 2019، قبل أن تتوقف في العام الذي تلاه بسبب كورونا، على أن يعود مجدداً إلى السعودية بمشاركة 4 فرق، وفقاً لنظام البطولة الجديد.
واستضافت السعودية بطولة سوبر كلاسيكو التي ضمت أعرق منتخبين في العالم «البرازيل والأرجنتين»، بالإضافة إلى السعودية ومنتخب العراق في بطولة أقيمت 2018 بين مدينتي جدة والرياض، بالإضافة إلى لقاء ودي دولي جمع بين الغريمين التقليديين «الأرجنتين والبرازيل» 2019 في العاصمة الرياض.
ونجحت السعودية مؤخراً في الفوز باستضافة دورة الألعاب الآسيوية «أسياد آسيا 2034»، كما تنافس السعودية حالياً على استضافة كأس آسيا 2027 مع عدد من الدول في سباق محتدم سيحسم ملفه بحسب الاتحاد القاري يونيو (حزيران) المقبل.
واستمراراً في استضافة أبرز الأحداث الرياضية حول العالم التي تهدف إلى تعزيز سمعة السعودية عالمياً مع زيادة عدد مشاهدي الفعاليات الرياضية «داخلياً»، حيث تستضيف السعودية «رالي داكار»، الذي يعد البطولة الأهم في رياضة السيارات، بالإضافة إلى بطولة «فورمولا إي» التي استضافتها لعدة مواسم، وتستعد مدينة جدة حالياً لاستضافة بطولة «فورمولا 1» بعد فوز السعودية بملف الاستضافة.
وتعد استضافة «فورمولا 1 السعودية» من أضخم الفعاليات التي ستنظم في المملكة من خلال وزارة الرياضة، والاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية الذي سيتولى تنظيم هذا السباق، إضافة إلى برنامج جودة الحياة، حيث سيكون كورنيش جدة نقطة الانطلاق والنهاية للسباق، الذي يمتد على ساحل البحر الأحمر، فيما سيتخلل السباق كثير من الفعاليات المصاحبة، تشمل رياضات السيارات والأنشطة الترفيهية والثقافية التي تعكس اهتمام القيادة بالقطاع الرياضي والرياضة المجتمعية، وقدرتها على مواكبة الأحداث العالمية وشغف المملكة ورياضييها من خلال الفعاليات الرياضية.
كما نجحت السعودية في استضافة «نزال الدرعية التاريخي» في لعبة الملاكمة، بالإضافة إلى استضافة بطولة WWE لسوبر شوداون للمصارعة الحرة التي أقيمت في جدة وسط حضور جماهيري كبير، وبطولة العالم للأندية لكرة اليد «سوبر غلوبال» التي أقيمت في المنطقة الشرقية.
وأقيم في السعودية خلال الفترة الماضية، مهرجان كأس السعودية للفروسية الذي يعد أغلى سباق للخيل في العالم، بالإضافة إلى مهرجان الملك عبد العزيز للإبل.
وتستضيف السعودية حالياً مباريات ثلاث مجموعات في بطولة دوري أبطال آسيا التي تقام بالتجمع بسبب تداعيات فيروس كورونا، بالإضافة إلى الاستضافة المرتقبة لمباريات مجموعة المنتخب السعودي في التصفيات الآسيوية المشتركة لمونديال 2022 وكأس آسيا 2023.
وتأتي هذه الاستضافة بعد سلسلة من النجاحات في استضافة الفعاليات العالمية بمختلف الألعاب، في ظل الدعم غير المحدود الذي يحظى به القطاع الرياضي من قبل ولي العهد، وبما يواكب خطط وأهداف «رؤية المملكة 2030»؛ تعزيزاً لقيمة ومكانة المملكة إقليمياً وعالمياً، وقدرتها على استضافة هذه الأحداث العالمية الكبرى، لصناعة مجتمع حيوي بأعلى معايير جودة الحياة.
وتأتي استراتيجية دعم الأندية الرياضية واحدة من المبادرات التي تهدف إلى تحقيق كثير من المكاسب، حيث تم سداد ديون كل الأندية السعودية، خصوصاً فيما يتعلق بالديون الخارجية بدعم مباشر من ولي العهد لتجنيب الأندية الرياضية كثيراً من المشاكل العالقة في الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، من خلال سداد كل المستحقات العالقة وحل القضايا المنظورة. كما تهدف استراتيجية دعم الأندية التي بدأت بصورة مطلقة دون قيود قبل أن تنتقل في مرحلتها التالية إلى وضع بنود تحفيزية تسهم بدورها في تحقيق عدد من المكاسب كالحوكمة وتفعيل عدد من الألعاب غير المفعلة في الأندية، بالإضافة لكثير من الضوابط التي تهدف إلى خلق بيئة عمل رياضية محفزة ومثالية تعود بالنفع على المواطن والمقيم في السعودية وتسهم في خلق سمعة عالمية مثالية لرياضة كرة القدم السعودية وبقية الألعاب المختلفة.
وتسعى الرؤية عبر برنامج «جودة الحياة» إلى تطوير الأكاديميات الرياضية في السعودية لتنمية المواهب في مختلف المجالات، ويترجم هذا التوجه إطلاق أكاديمية «مهد» التي تعد من أضخم الأكاديميات الرياضية حول العالم، وتهدف إلى صناعة جيل جديد من الأبطال الرياضيين السعوديين، على مدار السنوات المقبلة، في كبرى المحافل الإقليمية والقارية والعالمية، على غرار كأس العالم ودورة الألعاب الأولمبية، ضمن مختلف الألعاب الفردية والجماعية، مثل كرة القدم وكرة السلة وكرة اليد وألعاب القوى ورفع الأثقال والسباحة والجوجيتسو والكاراتيه والجودو والجمباز والتجديف والريشة الطائرة وغيرها.
وتمكن برنامج جودة الحياة من زيادة ممارسي الأنشطة الرياضية في مختلف المجالات عبر إقامة أماكن عامة مثالية لممارسة الرياضة، بالإضافة إلى الفعاليات التي تنظمها وزارة الرياضة، واتحاد الرياضة المجتمعية والتي نجحت في تحقيق الهدف المنشود لها. ويأتي إقامة «دوري المدارس» ترجمة لما تستهدفه رؤية السعودية 2030 عبر برنامج جودة الحياة التي تهدف إلى تحسين البيئة المدرسية وتدريب معلمي التربية البدنية على معارف ومهارات جديدة، حيث نجح دوري المدارس في إنشاء قاعدة كبيرة من المواهب الرياضية وصنع حافزاً مثالياً بين طلاب المدارس في المنافسة.
وترجم الاهتمام الكبير لفئة «ذوي الإعاقة» بزيادة منجزات اللجنة البارالمبية السعودية التي باتت واحدة من أكثر الفئات تحقيقاً للبطولات على صعيد مشاركتها الخارجية، وما زال الدعم مستمراً ومستهدفاً لتحقيق الميداليات في الألعاب البارالمبية باريس 2024.
كما يأتي حضور العائلات في السعودية إلى الملاعب لمشاهدة مباريات كرة القدم وغيرها من الأحداث الرياضية التي تستضيفها السعودية واحداً من أساليب الترفيه «للعائلة»، والتي لاقت تفاعلاً كبيراً ومثالياً وهو ما عمل عليه برنامج جودة الحياة من خلال إعادة تصميم وتأهيل المرافق الرياضية في السعودية.