هل تدعو الله ولا يُستجاب لك؟.. احذر 6 موانع لإجابة الدعاء

هل تدعو الله ولا يُستجاب لك؟.. احذر 6 موانع لإجابة الدعاء


اشترك لتصلك أهم الأخبار

يعتبر الدعاء أساس العبادة وسر قوتها، لأن الداعي يدعو الله وهو عالم يقينا أنه لا أحد يستطيع أن يجلب له خيرا أو يدفع عنه ضرا إلا الله عز وجل، وهو استعانة من عاجز ضعيف بقوي قادر، واستغاثة بملهوف برب رؤوف، قال تَعَالَى: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ﴾ [البقرة: 186].

للدعاء آداب وشروط، يحسن بالمرء مراعاتها والاهتمام بها، فمن السُنة عند الدعاء البدء بالحمد لله ثم الصلاة على النبي ﷺ ثم يدعو، فهذا من أسباب الإجابة، وقد صح عن رسول ﷺ أنه سمع رجلاً يدعو ولم يحمد الله ولم يصل على النبي ﷺ فقال: عجل هذا ثم قال له – عليه الصلاة والسلام: إذا دعا أحدكم فليبدأ بتحميد ربه والثناء عليه ثم يصلي على النبي- صلى الله عليه وسلم- ثم يدعو بما يشاء، فهذا من أسباب الإجابة.

كما يجب أن تدعوا مستقبلا القبلة وعلى طهارة وتضرع وانكسار يعلمه الله من قلبك، وإظهار تلهفه وحاجته وإيماناً بالله، وأنه يسمع دعاءه وأنه الكريم الجواد، مع رفع اليدين.

حثنا الله تعالي على الدعاء ووعدنا بالإجابة قال تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)، سورة البقرة آية 186، وقد قال السعدي في سبب نزول هذه الآية إنّها نزلت ردّاً على تساؤل بعض الصحابة عن الله تعالى، فقالوا للنبيّ – عليه الصلاة والسلام: “يا رسول الله، أقريب ربّنا فنناجيه، أم بعيد فنناديه؟”، فبيَّنت الآية الكريمة أنّ الله – تعالى- قريب، ورقيب، وشهيد، يعلم ما يُسرّ الداعي في صَدره، وما يُعلن، فيُجيبه، ويُعطيه.

الإكثار من الدعاء من الأمور التي أرشدَ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- أصحابه إليها، وذلك بقوله: (ما من مسلمٍ يدعو بدعوةٍ ليس فيها إثمٌ، ولا قطيعةُ رَحِمٍ؛ إلا أعطاه بها إحدى ثلاثَ: إما أن يُعجِّلَ له دعوتَه، وإما أن يدَّخِرَها له في الآخرةِ، وإما أن يَصرِف عنه من السُّوءِ مثلَها. قالوا: إذًا نُكثِرُ. قال: اللهُ أكثرُ)، (رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 1633، حسن صحيح).

ومن أسباب منع إجابة الدعاء التالي:

1 – السهو والغفلة، كون الداعي يدعو بقلب ساهٍ غافل، فليس عنده انكسار ولا ضراعة ولا حضور قلب.

2- أكل الحرام، كون الإنسان لا يتورع من الحرام، من الربا والسرقات والخيانة وسائر الأكساب الخبيثة، وقد صح عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال: إن الله – تعالى- طيب ولا يقبل إلا طيباً، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال – تعالى-: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ.. (البقرة: من الآية172) وقال: يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً.. (المؤمنون: من الآية51)، ثم ذكر، الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يا رب، يا رب، ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك؟! رواه مسلم في الصحيح، وبين النبي ﷺ في هذا الحديث أن الله سبحانه طيب، يعني طيب الأقوال طيب الأعمال طيب الذات جل وعلا، كامل في ذاته وأسمائه وصفاته، لا شريك له ولا شبيه له جل وعلا، ومن طيبه لا يقبل إلا طيباً، لا يقبل الخبيث.

3 – الأعمال الخبيثة التي وقع فيها أهل الشرك لا تقبل، وهكذا أعمال المشرك لا تقبل: .. وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (88) سورة الأنعام، هكذا المال الخبث لا يُقبل، فهو – تعالى- طيب لا يقبل إلا طيباً، والطيب من أقوالنا وأعمالنا ما كان خالصاً لله موافقاً للشريعة.

4- إذا كان الإنسان يتعاطى الحرام ويكتسب الأكساب الخبيثة فإن هذا من أسباب عدم الإجابة، ولو ألح بالدعاء، ولو رفع يديه وقال: يا ربِّ يا رب، ولو كان في السفر؛ لأن هذا المانع قوي وهو أكل الحرام ولبس الحرام والتغذية بالحرام هذا من أعظم الموانع لإجابة الدعاء، فيجب الحذر من ذلك، وأن يتحرى المؤمن أكل الحلال وشرب الحلال ولبس الحلال، وأن تكون جميع نفقاته وجميع تصرفاته كلها على الوجه الذي أباح الله، وأن يبتعد عن جميع الكسب الحرام بأي طريقة، هذا هو الواجب على المسلم.

5- إذا كان الدعاء فيه قطيعة رحم أو فيه إثم، يقول النبي ﷺ: ما من عبد يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تُعجَّل له دعوته في الدنيا أو تُدَّخر في الآخرة أو يصرف عنه من الشر مثل ذلك، قالوا: يا رسول الله! إذن نُكثر، قال: الله أكثر، إذا كان فيها معصية وإثم يقول: اللهم إني أسألك أن تفعل كذا وكذا بأخي أو بأبي أو بأمي هذا من قطيعة الرحم لا يجوز هذا الدعاء، هذا منكر، ومن رحمة الله أنه لا يستجاب؛ لأنه ظالم، لأن فيه قطيعة رحم، أو فيه إثم كأن يقول: اللهم إني أسألك أن تعينني على شرب الخمر أو على ترك الصلاة أو على الزنا، كل هذا منكر، دعاء فيه إثم ومنكر، فهذا حري بعدم الإجابة فضلا من الله، ورحمة من الله بعباده.

6- إذا كان الدعاء فيه توسل باطل كأن يقول: أسألك بجاه نبيك أو بجاه الصالحين أو بحق الأنبياء أو ما أشبه ذلك من الوسائل غير المشروعة لأن التوسل بالجاه أو بالحق ليس عليه دليل عند جمهور أهل العلم، وإنما التوسل الشرعي بأسماء الله وصفاته أو بالإيمان والتوحيد أو بالأعمال الصالحة هذه الوسائل الشرعية، كما قال: ولله الأسماء الحسني فادعوه بها، وكما قال عليه الصلاة والسلام فيمن قال في الدعاء: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن كفوا أحد، قال: لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب، لأنه توسل بتوحيد الله، وهكذا ما أشبه ذلك مثل أصحاب الغار الذين توسلوا بالأعمال الصالحة وهو ما رواه الشيخان من حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أن ثلاثة دخلوا غاراً لما آواهم الليل والمطر دخلوا غاراً فانحدرت صخرة من على الجبل فسدته عليهم، فأخذوا يزحزوحونها لعظمها، فقالوا فيما بينهم إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم.






Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *