دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– لا شيء يعبر عن التفاني أكثر من رحلة الرياضي عزان بن محمد الرمحي مع رياضة الغولف. واعتاد العماني على السفر إلى دبي كل أسبوعين لصقل مهاراته التي مهدت إلى تميزه بالعديد من الإنجازات.
ورغم افتتاح أول ملعب غولف عشبي في سلطنة عُمان في عام 2010 فقط، إلا أن ذلك لم يمنع الرمحي من تحقيق العديد من الإنجازات المبهرة، ومنها كونه أول عُماني يشارك في الجولة الأوروبية، بحسب ما ذكره الموقع الرسمي للجولة الأوروبية على الإنترنت.
لم يكن الغولف معروفاً “على الإطلاق”
وبدأ اهتمام الرمحي بهذه الرياضة خلال مراهقته في نهاية التسعينيات، وفي فترة لم تكن فيها لعبة الغولف “معروفة على الإطلاق في المنطقة”، ولا سيما بين جيل الشباب، وفقاً لما قاله لاعب المنتخب الوطني في مقابلة مع موقع CNN بالعربية.
وأضاف العماني: “خلال تلك الفترة نفسها، أصبح الرياضي العالمي الشهير تايجر وودز ذائع الصيت بعد فوزه ببطولة الماسترز في عام 1997. وقد جعلني ذلك أكثر اهتماماً بلعب اللعبة”.
وإلى جانب ذلك، شكلت حقيقة أن الغولف رياضة فردية، وتنوع التحديات التي تحتضنها ملاعب الغولف المختلفة، وإمكانية لعب الرياضة لفترة طويلة بدلاً من التقاعد مبكراً كما في الرياضات الأخرى، عوامل جذبت اللاعب نحو هذه الرياضة بشكل أكبر.
وعندما بدأ الرمحي ممارسة الرياضة في عام 1998، لم يكن لدى سلطنة عُمان أي ملاعب غولف عشبية، وشكل ذلك تحدياً أمام الشغوفين باللعبة.
وقال الرمحي: “كان اللعب في ملاعب الغولف الرملية أصعب بكثير، وخاصةً عندما يكون الطقس حاراً، ورطباً جداً خلال فترة الصيف”.
ولم تشكل مختلف التحديات، مثل عدم توفر هيئة وطنية مُعترف بها للغولف، عائقاً أمام الرمحي وشقيقه، بحسب ما قاله، إذ قادهما الشغف للمشاركة في البطولات الإقليمية على نفقاتهما الخاصة.
ووصل الأمر إلى درجة أن الرمحي حرص على السفر إلى مدينة دبي الإماراتية كل أسبوعين ليتدرب على الملاعب العشبية بها، وهو أمر سمح له بالاستعداد بشكل جيد للبطولات الإقليمية في دول مجلس التعاون الخليجي، والعالم العربي.
ولكن، تغير ذلك مع افتتاح نادي مسقط “هيلز” للغولف أول ملعب عشبي في البلاد.
وسدد الرمحي في هذا النادي الضربة الافتتاحية له باعتباره أفضل لاعب غولف عماني.
ومن تلك النقطة، تطور الغولف شيئاً فشيئاً في السلطنة.
وتعد رياضة الغولف من أحدث الأنشطة في سلطنة عُمان، وفقاً لما ذكره الموقع الرسمي لوزارة السياحة للبلاد عبر الإنترنت، ويوجد في مسقط الآن ثلاث ملاعب غولف، ومن المتوقع افتتاح المزيد قريباً.
لحظات الفخر في مسيرة أفضل لاعب غولف عماني
وفي وجه التحديات، تمكن الرمحي من تحقيق نتائج مبهرة خلال مسيرته.
ومن اللحظات التي يفتخر بها العماني بشكل خاص هي تمثيل سلطنة عُمان في أول مشاركة لها على الإطلاق في دورة الألعاب الأولمبية الآسيوية في كوريا الجنوبية.
وفي تلك الجولة، احتل اللاعب المركز الخامس في التصنيف الفردي بين بعض من أفضل لاعبي الغولف الهواة في آسيا، وكان بعضهم من المحترفين المعروفين الذين يلعبون في جولة “PGA”.
وذكر اللاعب لحظة تاريخية أخرى، وهي التي أصبح فيها أول لاعب على الإطلاق من سلطنة عُمان يشارك في الجولة الأوروبية خلال بطولة عُمان المفتوحة في عام 2018.
وقال الرمحي: “أنا أيضاً محظوظ، ويشرفني أن أكون أفضل لاعب غولف عماني منذ عام 2002 حتى الآن، ولما يقارب 20 عاماً”.
وعندما يأتي الأمر لأصعب الخسارات التي واجهها، أشار اللاعب إلى بطولة مجلس التعاون الخليجي في الرياض بعام 2014، وقال: “كنت قريباً جداً من الفوز بالبطولة الفردية، حيث أُخرجت بفارق نقطتين فقط من الفائز البحريني، ناصر يعقوب”.
وفي النهاية، احتل الرمحي المركز الرابع في التصنيف الإجمالي، وشجعه ذلك على العمل بجدية أكبر.
وعلى المدى القصير، يهدف اللاعب إلى الاستمرار في تمثيل بلاده في البطولات الإقليمية، والدولية.
وعلى المدى الطويل، فهو يرغب أن يكون جزءاً من عملية تطوير هذه الرياضة في بلاده، ويخطط لإنشاء أكاديمية للغولف.
وأضاف اللاعب: “أتطلع إلى رؤية كيف يطور ابني يوسف البالغ من العمر سبع أعوام نفسه، ونأمل في المستقبل القريب أن يحل محلي كأفضل لاعب غولف عماني!”.