وفاة الممثلة شيرلي ياماجوتشي بعد ملحمة فنية سياسية
توفيت الممثلة والمغنية اليابانية يوشيكو “شيرلي” ياماجوتشي، التي كانت على وشك الإعدام في الصين بنهاية الحرب العالمية الثانية، عن عمر يناهز 94 سنة بعد حياة درامية حافلة بالأحداث التي تشبه إلى حد بعيد فيلم من أفلامها.
وأمتعت شيرلي، المولودة لأبوين يابانيين في منشوريا قبل الحرب العالمية والتي عمل والدها بالسكك الحديدية، الجمهور الصيني والياباني من خلال الهوية الافتراضية الصينية التي ظهرت بها في الصين في بداية مشوارها الفني، وهي “لي شيانغلان”.
وجاءت وفاة الممثلة التي استخدمت الاسم الأخير لزوجها الأخير، الدبلوماسي هيروشي أوتاكا، إثر أزمة قلبية داهمتها في منزلها بطوكيو في السابع من سبتمبر/ أيلول وفقا لأفراد من أسرتها.
وقال أحد أفراد أسرة الممثلة اليابانية لوكالة فرانس برس إنها “كانت ملازمة للمنزل خلال السنوات الأخيرة بسبب الشيخوخة، ولكنها كانت تعيش حياة طبيعية.”
وأضاف أنها “كانت تشغل العديد من الأقراص المدمجة التي تعرض أفلام وأفلام وثائقية من بلدان أخرى مثل الصين والولايات المتحدة.”
يُذكر أن الكثيرين اعتبروا شيرلي صينية بعد عرض فيلمها الأول Honeymoon Express أو “قطار شهر العسل السريع” من إنتاج منشوريا للإنتاج الفني.
كما رأى الكثيرون أن بعض أفلامها ينطوي على ترويج لصالح اليابان بما في ذلك China Nights أو “ليالي الصين” المعروض عام 1940، والذي قام ببطولته الممثل الياباني ذو الشعبية الكبيرة كازيوا هايزغاوا. ولكنها أعربت فيما بعد عن ندمها للمشاركة في تلك الأفلام.
تآمر وتجسس
واعتقلت شيرلي في الصين بعد الحرب العالمية الثانية ووجهت إليها تهمة التعاون مع العدو وكانت على وشك مواجهة حكم الإعدام بتهمة الخيانة بعد الإفصاح عن هويتها اليابانية لمحكمة صينية.
وكان من بين الأغنيات التي حققت نجاحا كبيراFragrance of the Nigh أو “عطر الليل” و”سوزهو سيرينايد”، التي حُظرت داخل الأراضي الصينية بعد الحرب.
وفي أعقاب ترحيلها من الصين عام 1946، استأنفت مسيرتها الفنية في اليابان باسمها الحقيقي، يوشيكو ياماجوتشي، واستمرت في لعب أدوار البطولة في أفلام من بينها فضيحة “أكيرا كوروساوا” وأفلام أخرى.
كما لعبت أدوارا رائدة في عدد من الأفلام الموسيقية الأمريكية، من بينها فيلم ” هاوس أوف بامبو”، إنتاج عام 1955.
وتزوجت الفنانة اليابانية من النحات الأمريكي الياباني إسمان نوجوتشي عام 1951، إلا أن زواجهما استمر أربع سنوات فقط.
بعدها تزوجت من الدبلوماسي الياباني هيروشي أوتاكا عام 1958 واعتزلت الفن. وتوفي زوجها الأخير عام 2001.
وفي عام 1969، عادت يوشيكو إلى الأضواء كمقدمة لأحد برامج الظهيرة التلفزيونية ذات الشعبية الكبيرة الذي قامت من خلاله بتغطية المرحلة النهائية من حرب فيتنام وصراعات الشرق الأوسط.
وفي الفترة ما بين عامي 1974 و1992، خدمت كعضو في البرلمان عن الحزب الديمقراطي اليبرالي المحافظ.
وكان لها نشاطا ملحوظا في إقامة علاقات جيدة مع الصين وغيرها من الدول الأسيوية.
وكان من بين أكثر القضايا التي تشغلها قضية منازل الدعارة التي كانت تحوي “نساء المتعة” اللاتي يخصصن للجنود بالجيش الياباني.
وفي عام 1987، كتبت يوشيكو ما يشير إلى ندمها للمشاركة في فيلم “ليالي الصين” بعد أن شاهدته لإعداد كتاب من تأليفها.
قالت الممثلة اليابانية “ما الذي اضطرني إلى الظهور في هذا الفيلم على أنني الممثلة الصينية ري كوران (شيانغلان)؟ لقد أحسست بالتعاسة حيال ذلك وأنا في سن متقدمة وانتابتني حالة من الأرق لشهور عدة.”
رغم ذلك، أكد بعض المدونين اليابانيين أن الفيلم لم يكن دعاية خالصة لليابان، وأنه لقي إعجاب وتقدير الكثيرين في اليابان والصين.