مع الظلال القاتمة التي ألقت بها أزمة تفشي الإصابات بفيروس «كورونا» على عالم الرياضة في مختلف أنحاء العالم، طوت الرياضة السعودية عاماً حافلاً بالأحداث الرياضية واجتازت هذه الأزمة بشكل جيد وقوي من خلال استكمال فعاليات الدوري السعودي لكرة القدم واستضافة العديد من البطولات في مختلف الرياضات.
ولم تستطع أزمة «كورونا» إيقاف الحياة الرياضية داخل السعودية بعدما حدد المسؤولون عن الرياضة بالمملكة أهدافهم ورتبوا أوراقهم في زمن قياسي لمواصلة العمل واستئناف الأنشطة في أقرب فرصة مع مراعاة الإجراءات الوقائية والاحترازية اللازمة من أجل التصدي لتفشي الجائحة.
كان فوز العاصمة السعودية الرياض بحق استضافة دورة الألعاب الآسيوية المقررة عام 2034 في وقت سابق من الشهر الحالي تتويجاً لنجاحات الرياضة السعودية خلال 2020 واجتيازها أزمة «كورونا» خلال الشهور الماضية.
وأجبر فيروس «كورونا» المستجد المسؤولين عن الرياضة في معظم أنحاء العالم على ترتيب أولوياتهم وتغيير خططهم، بل وحتى إلغاء منافسات كبيرة حيث تأجلت دورة الألعاب الأولمبية (طوكيو 2020) إلى 2021 وهو ما حدث أيضاً مع بطولتي كأس الأمم الأوروبية (يورو 2020) وكأس أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا 2020) فيما ألغيت نسخة 2020 من بطولة إنجلترا المفتوحة (ويمبلدون) للتنس ليكون أول إلغاء لها منذ الحرب العالمية الثانية.
وواصل الاتحاد السعودي لكرة القدم سلسلة مساراته المبرمجة بكل نجاح منذ أن قررت وزارة الرياضة السعودية إيقاف النشاط الرياضي في المملكة بدءاً من 14 مارس (آذار) الماضي، في إطار الإجراءات الاحترازية للتصدي لانتشار الفيروس.
كان ذلك قبل انتهاء فعاليات الموسم الماضي من الدوري السعودي بثماني مراحل كاملة.
وثارت الشكوك حول إمكانية استئناف فعاليات المسابقة، وطفت على السطح سيناريوهات التتويج دون استئناف ما تبقى من فعاليات الموسم، حيث كان الهلال متصدراً لجدول المسابقة برصيد 51 نقطة بعد 22 مرحلة من المسابقة مقابل 45 نقطة لمنافسه التقليدي العنيد النصر الذي كان في المركز الثاني.
لكن القرار جاء بعودة الحياة لمنافسات الدوري في الرابع من أغسطس (آب) الماضي لتجتاز كرة القدم السعودية واحداً من المنعطفات الصعبة في تاريخها.
وتوج الهلال بلقب الدوري في 16 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي فيما شهدت بداية هذا العام ذكرى جميلة للنصر، حيث توج بلقب كأس السوبر السعودي بعد الفوز على التعاون بركلات الترجيح في الرابع من يناير (كانون الثاني) الماضي.
كما توج الهلال بلقب كأس خادم الحرمين الشريفين في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بالفوز على النصر 2 – 1 في المباراة النهائية.
وعلى صعيد المنتخبات الوطنية، خاض المنتخب السعودي مباراتين وديتين أمام نظيره الجامايكي في نوفمبر الماضي وحقق الفوز 3 – صفر في الأولى فيما خسر 1 – 2 في الثانية.
وحرمت جائحة كورونا المنتخب السعودي مثل غيره من منتخبات القارة الآسيوية من مواصلة مسيرته في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2022 وكأس آسيا 2023 حيث تأجلت المباريات التي كانت مقررة في عام 2020 إلى 2021.
يحتل المنتخب السعودي المركز الثاني في المجموعة الرابعة بالتصفيات برصيد ثماني نقاط بعد أربع مباريات وبفارق نقطة واحدة خلف منتخب أوزبكستان الذي خاض خمس مباريات.
خلال يناير الماضي، شق المنتخب السعودي الأولمبي طريقه بنجاح في بطولة كأس أمم آسيا للمنتخبات الأولمبية (تحت 23 عاماً) في تايلاند وبلغ المباراة النهائية لكنه خسر أمام نظيره الكوري الجنوبي صفر – 1 في الوقت الإضافي بالمباراة النهائية للبطولة.
ورغم خسارة اللقب، حقق المنتخب السعودي الهدف الأهم وهو بلوغ أولمبياد طوكيو برفقة منتخبي كوريا الجنوبية وأستراليا.
وتوج المنتخب السعودي للناشئين بلقب بطولة اتحاد غرب آسيا للناشئين وتأهل لبطولة كأس آسيا للناشئين (تحت 16 عاماً) كما تأهل منتخب الشباب لبطولة كأس أمم آسيا للشباب (تحت 19 عاماً)، وتبعهما منتخب الصالات بالتأهل لكأس آسيا للصالات والتي تأجلت من 2020 إلى 2021 بسبب الجائحة.
واستضافت مدينة جدة السعودية في يناير الماضي فعاليات بطولة كأس السوبر الإسباني طبقاً للعقد الموقع بشأن استضافة السعودية لفعاليات هذه البطولة لثلاث سنوات.
وفاز ريال مدريد على بلنسية 3 – 1 وأتليتكو مدريد على برشلونة 3 – 2 في الدور قبل النهائي على استاد مدينة الملك عبد الله الرياضية (الجوهرة المشعة) ثم فاز الريال على أتليتكو في النهائي بركلات الترجيح ليتوج بلقب البطولة.
وفي 27 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تم توقيع مذكرة تفاهم بين الاتحادين السعودي والإيطالي للعبة، بحضور الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل وزير الرياضة السعودي، وذلك لتعزيز العلاقات الرياضية بين البلدين عبر تطوير وصناعة كرة القدم الحديثة.
وتم توقيع المذكرة بمقر الاتحاد الإيطالي لكرة القدم في العاصمة روما بين ياسر المسحل رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم وجابرييلي جرافينا رئيس الاتحاد الإيطالي.
كما سلمت السعودية رسمياً في منتصف الشهر الحالي ملف ترشحها لاستضافة نهائيات كأس آسيا 2027 إلى الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.
وتوجه الوفد السعودي إلى العاصمة البحرينية المنامة لتسليم ملف استضافة البطولة إلى الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة رئيس الاتحاد القاري، والأمين العام للاتحاد داتو ويندسور جون، بدلاً من السفر إلى المقر الرئيسي للاتحاد في كوالالمبور، وذلك بسبب قيود السفر المفروضة جراء أزمة فيروس «كورونا» المستجد.
وعلى مستوى الرياضات الأخرى، شهد شهر نوفمبر الماضي الإعلان عن خطوة رائعة للرياضة السعودية إلى الأمام، حيث أعلن الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية رسمياً عن استضافة المملكة لإحدى جولات موسم 2021 من بطولة العالم (الجائزة الكبرى) لسباقات «فورمولا – 1» في مدينة جدة. كما أقيمت في وقت سابق من الشهر الحالي فعاليات النسخة الثالثة من بطولة الدرعية لقفز الحواجز (فئة 4 نجوم) في مركز الدهامي بالدرعية، وذلك بتنظيم من الاتحاد السعودي للفروسية بمشاركة 118 فارساً وفارسة من أكثر من 30 دولة في العالم.
كما استضافت السعودية في يناير 2020 فعاليات رالي داكار العالمي على مدار نحو أسبوعين حيث استمتع المشاركون بأجواء السباق.
ومع اجتياز الرياضة السعودية لعام 2020 رغم أزمة «كورونا»، سيكون أمام الرياضة السعودية تحديات كبيرة في 2021 في ظل تأجيل عدد من الفعاليات التي كانت مقررة في 2020 وأيضاً دخول السعودية مجالات جديدة منها استضافة أحد سباقات «فورمولا – 1» للمرة الأولى.