النقل الجوي رهين فتح الحدود وسط تساؤلات حول الأمن الصحي على متن الطائرات

النقل الجوي رهين فتح الحدود وسط تساؤلات حول الأمن الصحي على متن الطائرات


نشرت في: آخر تحديث:

لا يزال النقل الجوي، القطاع الذي تضرر أكثر من غيره من تفشي فيروس كورونا المستجد، رهينا بإعادة فتح الحدود بين الدول من أجل استئناف نشاطه. وقد بدأت البلدان الأوروبية التي تخرج تدريجيا من عزل صحي شل اقتصاداتها في فتح الفضاءات الداخلية فيما بينها. لكنها فشلت في تحديد خطة مشتركة منسقة تساعدها على تخطي المصاعب بشكل متكافئ. وفيما يدعو الاتحاد الدولي للطيران الجوي إلى فسح المجال سريعا لاستئناف النشاط، يبقى التساؤل حول التدابير الصحية على متن الطائرات مطروحا.  

أعلنت كبرى شركات الطيران أنها على أتم الاستعداد لاستئناف نشاطها الدولي المتوقف منذ منتصف مارس/آذار بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، إلا أن النقل الجوي يبقى رهينا بإعادة فتح الحدود بين الدول.

وتعد الصين التي انطلق منها الوباء في أواخر 2019 ضمن البلدان القليلة التي أعلنت استئنافا محدودا لنشاطها الجوي الدولي.

وكان الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) قد أعد في 20 مايو/أيار خارطة طريق مرتبطة بتدابير صحية وصفها بأنها “أساسية” من شأنها الدفع من جديد بهذا القطاع الحيوي الذي تضرر أكثر من غيره من وباء كوفيد-19 إذ أن تنقل الأشخاص كان العامل الرئيسي لانتشار الفيروس بوتيرة مذهلة. وذلك ما دفع العالم إلى إغلاق الحدود والالتزام بالعزل الصحي.

لكن قطاع الطيران في حاجة ماسة لاستعادة النشاط لأنه خرج منهكا من هذه الأزمة الصحية غير المسبوقة. وقال “إياتا” (الذي يضم 290 شركة طيران) الأربعاء إن النشاط الجوي تقلص بـ94 في المئة في شهر أبريل/نيسان (مقارنة بأبريل/نيسان 2019) مسجلا “بداية انتعاش” من بوابة الرحلات الداخلية، متوقعا العودة إلى مستوى الرحلات الطبيعية في 2023 في أفضل الحالات.

 

كورونا يلقي بظلال ثقيلة على شركات الطيران

أكبر صدمة في تاريخ قطاع الطيران

ويصف مسؤولو شركات الطيران العالمية هذه الأزمة بأنها أكبر وأشد “صدمة في تاريخ القطاع”، فيما شدد رئيس “إياتا” ألكسندر دو جونياك في تصريحات نقلتها عنه وكالة الأنباء الفرنسية على ضرورة تنسيق دولي حول التدابير الصحية والاتفاق على ما سماها “عملية متينة لمراقبة المسافرين (…) تعيد الثقة بالقطاع” وتسمح “بإقناع الحكومات برفع إجراءات إغلاق الحدود”.

وضمن حزمة الإجراءات المتوقعة عند استئناف الرحلات الجوية والمعتمدة بشكل متباين بين بلد وآخر، تعقيم المطارات وتنظيف الطائرات بشكل مستمر وقياس درجة حرارة المسافرين وارتداء الكمامات. وحددت مواقع وشبكات إعلامية متخصصة في الاقتصاد أو الطيران إجراءات إضافية رصدناها فيما يلي: إبقاء المقاعد الوسطى فارغة، إعادة تنظيم النقاط الرئيسية في المطارات، احترام التباعد الاجتماعي بين الركاب بمتر على الأقل وفحص أمني آلي للأمتعة (أي بدون تدخل العنصر البشري فيها).

“إياتا” يستبعد فكرة إلغاء المقاعد الوسطى في الطائرات

لكن رئيس “إياتا” استبعد “بقوة فكرة إلغاء المقاعد” على متن الطائرات، معتبرا أن ذلك “لن يساهم في زيادة السلامة.

وإلى جانب التدابير المعلنة، أكدت شركات الطيران أن طائراتها مجهزة “بأنظمة تنقية الهواء عالية الأداء” من شأنها مكافحة كوفيد-19.

وذكرت صحيفة “لوتان” (الزمن) السويسرية الاثنين 1 يونيو/حزيران ما سمته “دليلا” أو “تعليمات” للسفر جوا أعدته منظمة الطيران المدني الدولي برعاية الأمم المتحدة وبالتعاون مع منظمات دولية أخرى أبرزها منظمة الصحة العالمية واتحاد النقل الجوي الدولي.

وأكد نائب رئيس “إياتا” في منطقة أفريقيا والشرق الأوسط، محمد علي البكري، أن “الاعتراف المتبادل للحكومات بالتدابير المتفق عليها أمر ضروري لاستئناف السفر الدولي”، محذرا من “ارتفاع بأسعار تذاكر الطيران ما بين 43 و54 في المئة” في حال تراجع عدد المقاعد على متن الطائرات.

تدابير لضمان الأمن الصحي بالمطارات وعلى متن الطائرات

وشدد “دليل” منظمة الطيران المدني الدولي التابعة للأمم المتحدة على أن اتخاذ التدابير الصحية يهدف إلى ضمان الأمن الصحي بالمطارات وعلى متن الطائرات، وذلك “مفتاح الفرج” بالنسبة للشركات والقطاع على حد سواء.

من جهته، أطلق المجلس العالمي للسفر والسياحة (الذي يمثل القطاع الخاص العالمي للسفر والسياحة) في 29 مايو/أيار في بيان أنه أعد “أحدث البروتوكولات لإعادة بناء الثقة للمسافرين وتشجيع عودة السفر”. وقال إنها تتضمن “تدابير السفر الآمن لشركات الطيران والمطارات ومنظمي الرحلات السياحية”.

وللإشارة، فإن شركة الخطوط الجوية القطرية أعلنت الخميس إعادة بناء شبكتها تدريجيا واستئناف رحلاتها إلى أكثر من 40 وجهة، منها بانكوك وبرشلونة وإسلام آباد وسنغافورة وفيينا. وهي تنتظر الضوء الأخضر لاستئناف الرحلات إلى نيويورك وتونس والبندقية وبرلين ودار السلام.

وفي سياق متصل، نقلت “وكالة أنباء الإمارات” عن حكومة أبو ظبي إعلانها الأربعاء أنها أذنت باستئناف رحلات الترانزيت (نقل وتحويل المسافرين) القادمة من المطارات الدولية في إطار العودة التدريجية للعمل.

إيطاليا تفتح حدودها أمام السياح الأوروبيين وفرنسا على خطاها  

وفي أوروبا، بدأت مختلف الدول التي تخرج تدريجيا من عزل صحي شل اقتصاداتها في فتح الحدود الداخلية فيما بينها، لكنها فشلت لحد الساعة في تحديد خطة جماعية تساعدها على تخطي المصاعب الاقتصادية الناجمة عن كوفيد-19 بفرص متكافئة.

فقد أعلنت إيطاليا المنهار اقتصادها، وهي من أكثر البلدان الأوروبية تضررا من فيروس كورونا المستجد، الأربعاء فتح حدودها أمام السياح الأوروبيين. وأعرب رئيس وزرائها جيوزيبي كونتي عن جو من “التفاؤل” في البلاد بعد “أسابيع من التضحية”.

وتريد إيطاليا أن يفتح جيرانها أبوابهم كذلك إلا أن هؤلاء وفي مقدمتهم فرنسا أعلنوا أنهم سيقدمون على هذه الخطوة ابتداء من 15 يونيو/حزيران. وأعلنت سويسرا والنمسا رفضهما قطعا فتح حدودها مع إيطاليا، ما أثار استياء روما.

أما إسبانيا فتعيد فتح حدودها أمام السياح الأوروبيين في 1 يوليو/تموز بعد قولها في وقت سابق إنها ستفتحها في 22 يونيو/حزيران.

وفتحت النمسا حدودها منذ الخميس أمام مواطني جيرانها، أي ألمانيا وسويسرا وسلوفينيا وجمهورية التشيك وسلوفاكيا وليشتنشتاين.

أما بخصوص الحدود الخارجية لأوروبا، فقد شدد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان على أن دول الاتحاد الأوروبي يجب أن تتخذ موقفا صريحا في 15 يونيو/حزيران كأقصى تقدير، فيما اعتبر خبراء دوليون أن أبواب أوروبا ستفتح تدريجيا ابتداء من مطلع يوليو/تموز.

علاوة مزياني



Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *