«النصر والاتحاد»… من قطع حبال «العلاقة التاريخية»؟

«النصر والاتحاد»… من قطع حبال «العلاقة التاريخية»؟


أربعة أسباب تزيد من إثارة مواجهة «الأصفرين» المرتقبة

كان ناديا الاتحاد والنصر ينعمان بعلاقة متناغمة في سنوات مضت، وتحديداً منذ حقبة الأمير الراحل عبد الرحمن بن سعود رمز النصر ورئيسه الأطول بقاء على مقاعد كرسي الرئاسة، وامتدت هذه العلاقة في عهد منصور البلوي الرئيس الذهبي لنادي الاتحاد كما يُطلق عليه، إلا أن تلك العلاقة المثالية التي طال أمدها قُطعت حبالها وتحولت شيئاً فشيئاً إلى صراع محتدم بين الطرفين.

«الأصفران»، كما كان يطلق سابقاً لوصف التناغم الذي يعيشانه، باتت الأمور بينهما مختلفة في السنوات الماضية، إلا أن تحولات وصراعات الموسمين الأخيرين أسهمت بتطور حاد وسلبي في العلاقة المثيرة بين الناديين.

كان الفريقان ينعمان بعلاقة مودة تاريخية لسنوات طويلة إلا أن الصراع على الصفقات والحصول على النجوم والرغبة في الفوز في المباريات التنافسية المصيرية جعلهما يخرجان كثيرا عن نص «الروح الرياضية»، وهو ما جعل الهيئات القضائية التابعة للاتحاد السعودي لكرة القدم تتدخل كثيرا لمعاقبة منسوبيهما لمرات متعددة في آخر عامين، لكن هذه التدخلات القضائية لم تكفي إلى حد إيصال احتجاجاتهما إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم، حيث ينتظر الناديان قرارات صعبة على أحدهما في الفترة القريبة.

مسلي آل معمر لجأ إلى اللجان القضائية في اتحاد اللعبة لإنصاف ما يراه ظلماً بحق ناديه (المركز الإعلامي بنادي النصر)

وبعد فترة توقف هي الأولى لمنافسات دوري روشن السعودي، ستكون الجماهير السعودية على موعد مع قمة أولى تجمع بين النصر وضيفه الاتحاد على ملعب مرسول بارك في العاصمة الرياض في قمة منافسات الجولة الخامسة.

أشياء كثيرة تجعل مواجهة الأحد القادم مختلفة تماماً عن أي مواجهة جمعت بين الفريقين في السنوات الماضية، مما يصعد من رتمها التنافسي على كافة الأصعدة الفنية والإدارية والجماهيرية وحتى الإعلامية التي بدأت قبل فترة من الآن.

ويعتبر المغربي عبد الرزاق حمد الله مهاجم فريق الاتحاد أحد أبرز الأسماء التي أسهمت في سخونة أجواء المواجهة القادمة بعد أن خاض حمد الله المباراة الأولى له ضد قميص فريقه السابق في فبراير (شباط) الماضي التي كسبها الاتحاد بثلاثية كان حمد الله أحد نجومها.

وبعيداً عن مواجهة فبراير الماضي، فإن موقعة مرسول بارك تبدو مختلفة تماماً بعد نشوب القضايا العلنية بين النصر والاتحاد وما عُرفت بقضية التسجيلات، والتي تم فيها إيقاف المغربي عبد الرزاق حمد الله لمدة أربعة أشهر مع تغريمه 300 ألف ريال، بالإضافة إلى حرمان الاتحاد من فترة تسجيل واحدة مع غرامة مالية قدرها 500 ألف ريال، بالإضافة إلى إيقاف حامد البلوي المدير التنفيذي لكرة القدم بالنادي لمدة ستة أشهر مع غرامة مماثلة، بالإضافة إلى إيقاف مشعل السعيد مدير الفريق ثلاثة أشهر.

ورغم أن مواجهة النصر والاتحاد كانت حاضرة خلال فترة إيقاف حمد الله، فإن الأخير تحصل على قرار تعليق العقوبة تحت بند «التدابير الوقتية»، وسيكون حاضراً مساء الأحد القادم.

أنمار الحائلي رئيس نادي الاتحاد ذهب إلى مركز التحكيم السعودي والفيفا لإلغاء قرارات «لجنة الاحتراف» (المركز الإعلامي بنادي الاتحاد)

وسيكون حمد الله في مواجهة أنصار فريقه السابق للمرة الأولى منذ خروجه من النادي في نوفمبر (تشرين الثاني) 2021 بعد فسخ عقده من النادي العاصمي، حيث انضم حمد الله لفريق الاتحاد في يناير (كانون الثاني) الماضي، إلا أن المواجهة التي جمعت بينهما في فبراير تم معاقبة الاتحاد فيها من الحضور الجماهيري، وأقيمت المواجهة بمدرجات خاوية.

وستكون الأنظار متوجهة صوب هداف النصر السابق، ومهاجم الاتحاد الحالي عبد الرزاق حمد الله وما سيفعله في موقعة الأحد، وهل سيحتفل أمام المدرج الذي سانده طويلا، خاصة أن حمد الله كان أحد نجوم المباراة الأخيرة واحتفل في هدفه الثالث.

فيما يأتي ابتعاد النصر عن الفوز على الاتحاد منذ 2018 ثاني أبرز الأسباب التي تساهم في سخونة أجواء اللقاء القادم، حيث سيحاول النصر جاهداً تحقيق الفوز أمام الاتحاد بعد ابتعاده عن الانتصار في آخر سبع مباريات جمعت بينهما.

وحقق النصر آخر فوز له على الاتحاد في ديسمبر (كانون الأول) 2018 حينما كسب الاتحاد بثنائية مقابل هدف، وحملت الأهداف حينها توقيع المهاجم المغربي عبد الرزاق حمد الله، فيما سجل هدف الاتحاد فهد المولد.

وبعدها كسب الاتحاد اللقاء الذي أقيم في أبريل (نيسان) 2019 بنتيجة 3 – 2 حيث سجل حمد الله ثنائية النصر، قبل أن يحضر التعادل في ثلاث مواجهات متتالية بذات النتيجة 1 – 1.

وفي آخر ثلاث مواجهات جمعت بينهما كان الاتحاد كعبه عالياً على النصر، إذ حقق الفوز في هذه المواجهات الثلاث وتحديداً في مايو (أيار) 2021 والتي كسبها بهدفين لهدف، قبل أن ينجح بتحقيق الفوز بثلاثة أهداف لهدف في سبتمبر (أيلول) من ذات العام، بالإضافة إلى مواجهة فبراير الماضي التي كسبها اتحاد جدة بثلاثية نظيفة.

أما السبب الثالث الذي يزيد من حدة التنافس في هذه المواجهة فهو الحضور الجماهيري المتوقع أن يكون كبيراً للقاء، خاصة بعد منع جماهير الاتحاد من حضور مباراة الفريقين في الموسم الماضي بعقوبة انضباطية، حيث سيكون لقاء حمد الله مع أنصار فريقه السابق أمراً مرتقباً.

فيما يأتي البحث عن النقاط الثلاث لإظهار المنافسة بجدية على لقب الدوري الحالي هو السبب الرابع والأهم للبحث عن الفوز وخطف نقاط المباراة، ويحتل الاتحاد حالياً المركز الثالث برصيد عشر نقاط بعد انتصاره في ثلاث مباريات وتعادله في مباراة وحيدة كانت أمام الاتفاق.

أما النصر الذي سجل بداية متواضعة بفوزه أمام الوحدة بهدف وحيد دون رد، ثم خسارته أمام التعاون، قبل أن يحقق الفوز في مواجهتين ليبلغ النقطة التاسعة في المركز الرابع، فتبدو مواجهة الاتحاد محكاً حقيقاً لمدى قدرته على المنافسة بجدية هذا الموسم، خاصة أن النصر بدأ في استعادة عافيته الفنية بعودة البرازيلي تاليسكا، ومشاركة عبد الرحمن غريب بصورة مستمرة مع الفريق بعد حضوره كلاعب بديل في المواجهات الماضية.





Source link

إعلانات مجانية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *