الأخضر خسر المباراة لكنه لم يخسر ثقة عشاقه في بلوغ دور الـ16 المونديالي

الأخضر خسر المباراة لكنه لم يخسر ثقة عشاقه في بلوغ دور الـ16 المونديالي


وقفة الفيصل… وعبارات رينارد وتحية الجمهور تحيي آمال الصقور

خسر الأخضر مباراته أمام بولندا لكنه لم يخسر ثقة جماهيره التي صفقت له طويلاً بعد المواجهة المونديالية، ما منح لاعبيه جرعة تفاؤل بإمكاناتهم وعزيمتهم قبل الموقعة المصيرية أمام المكسيك يوم الأربعاء المقبل في آخر جولات مرحلة دور المجموعات.

وواصلت الجماهير السعودية حالة الدعم والمساندة للأخضر في مواجهته أمام المنتخب البولندي، وقال مشجع سعودي من الرياض يدعى عبد الرحمن: «أشكر لاعبينا على العمل الهائل الذي يقدمونه وكذلك المدرب الذي يقدم عملاً جيداً».

وزحفت الجماهير السعودية إلى ملعب المدينة التعليمية مبكراً وقبل المواجهة بساعات حيث حضر أكثر من 44 ألف مشجع وسط دعم وتحفيز طوال اللقاء رغم الخسارة السعودية.

وزينت الجماهير المباراة بالأهازيج الشعبية وسط تفاعلها مع أحداث المباراة خاصة مع الضربة الجزائية التي أهدرها سالم الدوسري.

وبدوره حرص الأمير عبد العزيز الفيصل وزير الرياضة السعودي على التواجد داخل غرفة الملابس للاعبي الأخضر في استاد المدينة التعليمية ومواساتهم والشد من أزرهم عقب الخسارة من بولندا بثنائية نظيفة لحساب الجولة الثانية من دور المجموعات في نهائيات كأس العالم 2022 والتي تجري أحداثها في قطر.

الجماهير السعودية سجلت حضوراً لافتاً في المباراة (أ.ف.ب)

كان الشوط قد انتهى بتقدم المنتخب البولندي بهدف عند الدقيقة 39 عن طريق بيوتر زيلينسكي، فيما شهدت الدقيقة الأخيرة من الشوط إهدار سالم الدوسري لركلة جزاء للأخضر.

وفي الشوط الثاني حاول المنتخب السعودي تعديل النتيجة وسنحت له العديد من الفرص المحققة ولكن الحارس البولندي فويتش تشيزني نجح في الحفاظ على نظافة شباكه في ثاني مباراة له على التوالي، وعند الدقيقة 82 سجل المنتخب البولندي الهدف الثاني بعد خطأ من عبد الإله المالكي الذي لم يسيطر على الكرة بشكل جيد ليتمكن ليفاندوفسكي من التحكم بها ويواجه حارس المرمى محمد العويس ويضعها قوية أرضية على يمينه، لتنتهي المباراة بفوز بولندا 2 – 0.

وظهر الأمير عبد العزيز الفيصل من داخل غرفة الملابس يواسي اللاعبين بكلمات تحفيزية، مؤكداً لهم أن الثقة بهم كبيرة وكبيرة جداً، في الوقت الذي تداول مقطع فيديو في حديث يجمعه مع اللاعب عبد الإله المالكي الذي أخطأ في تخليص كرة سهلة ليستغل الكرة المهاجم البولندي روبرت ليفاندوفكسي الذي لم يتوانَ بتسجيلها في شباك الأخضر وتحقيق حلمه بالتسجيل في المونديال.

ووجه الأمير الفيصل رسالة للاعبي الأخضر عبر حسابه الشخصي بـ«تويتر»: «خيرها في غيرها يا أبطال… قدمتم أداءً متميزاً وثقتنا فيكم كبيرة (ومعوضين) خير بإذن الله».

وقال إيرفي رينارد مدرب السعودية إنه لم يعتقد أحد حول العالم أن فريقه يستطيع تقديم هذا الأداء رغم الخسارة 2 – صفر أمام بولندا.

وأشار رينارد خلال مؤتمر صحافي: «لم يعتقد أحد حول العالم أنه بإمكاننا تقديم هذا الأداء، نعم في السعودية نعرف اللاعبين جيداً لكنهم مجهولون للجماهير حول العالم. آمالنا ما زالت قائمة، أنا فخور باللاعبين كان من المفترض أن نتحكم في المباراة بشكل أفضل، لو سجلنا ركلة الجزاء لخرج الشوط الأول بالتعادل 1 – 1 وسارت المباراة بشكل مختلف».

البريك يتحسر على إحدى الفرص المهدرة (رويترز)  –   الشهري متأثراً بعد الخسارة (رويترز)

وأوضح رينارد أن الحظ السيئ ليس له علاقة بالهزيمة باستاد المدينة التعليمية بل الافتقار للفاعلية. «افتقرنا للدقة في الثلث الأخير من الملعب أمام فريق قوي، ارتكبنا أخطاءً في تمرير الكرة ولم نلعب بواقعية، لكننا لن نستسلم».

وحرص رينارد على مصافحة لاعبيه بعد المباراة وتحية الجماهير لكن القدر الأكبر من المساندة كان للاعب الوسط المدافع عبد الإله المالكي الذي تسبب في الهدف الثاني عندما فشل في تسلم الكرة ليخطفها ليفاندوفسكي.

وقال المدرب الفرنسي: «من السهل إلقاء اللوم والصراخ في اللاعبين. ذهبت لمساندة المالكي بعد الخطأ الذي ارتكبه وهذا أسلوبي في تدريب الفرق». «بعض اللاعبين ارتكبوا أخطاءً اليوم لكن هذا يحدث ففي النهاية كرة القدم لعبة جماعية».

وأشار المدرب البالغ عمره 54 عاماً إلى أن فريقه سيخوض المباراة المقبلة في لوسيل أمام المكسيك بنفس الحيوية والرغبة.

وأضاف: «نحن بحاجة إلى الجماهير لصنع التاريخ، أريد ملعباً أخضر مرة أخرى ربما سنلعب بالقميص الأبيض لكن هذا لا يهم، نريد دعم الجماهير».

وأجاب رينارد عند سؤاله عن شعور فريقه بالإرهاق في الدقائق الأخيرة من المباراة: «لم يكن الإرهاق بل اهتزاز شباكنا بالهدف الثاني فالأمر يكون صعباً من الناحية النفسية. فويتشيخ شتينسني حسم الفوز لبولندا فهو حارس رائع لكننا لم نكتشف ذلك اليوم».

وقبل المباراة أرسلت والدة رينارد، التي تملك أصولاً بولندية، رسالة تمنت فوز ابنها. وبعد المباراة قال رينارد إن والدته التي حضرت في الملعب ستكون حزينة.

وأكد رينارد تمسك فريقه بالمنافسة في كأس العالم لكرة القدم في قطر «حتى الثانية الأخيرة» قائلاً: «لم ننته بعد، لا تنسوا ذلك».

وقال رينارد تعليقاً على ابتسامته رغم الهزيمة: «لست مبتسماً وحسب. أنا فخور بفريقي وبما حققناه».

الشهري متأثراً بعد الخسارة (رويترز)

وأضاف: «كان يجب أن ندرك التعادل قبل انتهاء الشوط الأول، بذلنا جهداً كبيراً وشن الفريق هجمات رائعة، لكن أهم شيء أننا هنا ما زلنا صامدين، لا تظنوا أننا انتهينا، لم ننته بعد». وتابع: «سنستمر في القتال حتى الثانية الأخيرة بكأس العالم».

وعن طموحه في الفوز على المكسيك بالجولة الأخيرة رغم غياب لاعبين بارزين مثل القائد سلمان الفرج والمدافعين ياسر الشهراني ورياض شراحيلي للإصابة بجانب عبد الإله المالكي للإيقاف، رد رينار: «لدينا تشكيلة جيدة وأؤكد أننا لم ننته بعد، لا تنسوا ذلك».

وتابع: «في بعض الأحيان يجب أن تكون فعالاً، ونحن لم نكن كذلك، لكن أنا فخور جداً بالطريقة التي لعبنا فيها وباللاعبين. أهدرنا ركلة جزاء، لكن ارتكبنا خطأً فادحاً في النهاية. نحن متحدون سوياً». «كان يجب أن نسجل هدف التعادل قبل الاستراحة. بذلنا جهداً كبيراً، والأهم أننا نقف هنا، لا تظنوا بأننا انتهينا سنبذل كل ما في وسعنا، سنستمر في اللعب حتى الثانية الأخيرة».

من ناحيته قال محمد البريك مدافع السعودية: «استغلوا خطأين وكانت لدينا فرصة التعويض من ركلة الجزاء لكن لم نوفق. سمعنا كلاماً إيجابياً من المدرب ووزير الرياضة في غرف الملابس، رغم عدم تحقيق الفوز».

في المقابل قال عبد الرحمن العبود لاعب الوسط السعودي: «هاجمنا ولم يحالفنا الحظ، وكنا الأفضل على صعيد الفرص. نتمنى التعويض في المباراة المقبلة والتأهل».

وكان سالم الدوسري لاعب المنتخب السعودي قد أهدر ركلة جزاء أمام المنتخب البولندي، ضمن منافسات الجولة الثانية من منافسات كأس العالم 2022 حيث تعد ثالث ركلة جزاء مهدرة في المونديال المقام في قطر من أصل 9 ضربات، بعدما أضاع روبيرت ليفاندوفسكي مهاجم بولندا ركلة جزاء أمام المنتخب المكسيكي، وألفونسو ديفيز لاعب كندا أمام منتخب بلجيكا.

المهاجم البريكان بذل مجهوداً مميزاً لكنه لم يوفق في هز الشباك (أ.ب)

وبات الأخضر السعودي هو المنتخب العربي الوحيد الذي أضاع ركلتي جزاء في تاريخ البطولة العالمية حيث سبق الدوسري اللاعب الدولي فهد المولد بإهدار ضربة جزاء أمام المنتخب المصري بعدما استطاع الحارس عصام الحضري من التصدي لها خلال اللقاء الذي انتهى للأخضر 2/1 في مونديال 2018 في روسيا.

وحصل الأخضر على ركلة جزاء أمام نظيره البولندي في الدقيقة الأخيرة من زمن الشوط الأول من عمر اللقاء، بعد عودة حكم المباراة إلى تقنية الفيديو. وتقدم سالم الدوسري لتنفيذها إلا أن حارس بولندا تشيزني تمكن من التصدي للكرة.

وكاد الدوسري يعادل رقم مواطنه سامي الجابر صاحب الـ3 أهداف في تاريخ كأس العالم، حيث يعتبر هو هداف العرب في تاريخ المونديال.

ويحتل الدوسري وصافة ترتيب الهدافين العرب في كأس العالم، برصيد هدفين، سجلهما في شباك مصر في 2018 ثم الأرجنتين بـ2022 متساوياً مع 10 لاعبين آخرين.

المهاجم البريكان بذل مجهوداً مميزاً لكنه لم يوفق في هز الشباك (أ.ب)





Source link

إعلانات مجانية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *